الجأهم الى المدينة فطلبوا الامان على الجلاء والجزية «٣١٧» فجلا كثير منهم فلحقوا ببلاد الروم، وأقام حبيب فيمن معه بها أشهرا، ثم بلغه ان بطريق أرمنياقس قد جمع للمسلمين جمعا عظيما، وانضمت اليه أمداد أهل اللّان وافخار، وسمندر من الخزر، فكتب الى عثمان يسأله المدد، وكتب الى معاوية يسأله ان ينفذ اليه من أهل الشام والجزيرة، من يرغب في الجهاد أو الغنيمة، فبعث اليه معاوية ألفى رجل، أسكنهم قاليقلا وأقطعهم بها القطائع، وجعلهم مرابطة بها. ولما ورد على عثمان كتاب حبيب كتب الى سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، وهو عامله على الكوفة، يأمره بامداده بجيش عليهم سلمان بن ربيعة الباهلي، وهو سلمان الخيل، وكان خيرا غزاء، فسار اليه سلمان في ستة آلاف رجل من أهل الكوفة، وأقبلت الروم ومن معها، فنزلوا على عبر الفرات، وقد أبطأ على حبيب المدد فبيتهم «٣١٨» بمن معه من المسلمين، فأجتاحوهم وقتلوا عظيمهم، وورد سلمان وقد فرغ المسلمون من عدوهم فطلب أهل الكوفة اليهم، أن يشركوهم في الغنيمة، فلم يفعلوا حتى تغالظ حبيب وسلمان في القول، وتوعد بعض الشاميين سلمان بالقتل، فقال الشاعر:
وان تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم ... وان ترحلوا نحو ابن عفان نرحل «٣١٩»