وكتب الى عثمان، فكتب أن الغنيمة باردة لاهل الشام وكتب الى سلمان يأمره بغزو أران، قالوا: ولم تزل مدينة قاليقلا مذ فتحت ممتنعة بمن فيها من أهلها، حتى خرج الطاغية في سنة ثلاث وثلاثين ومائة، فحصر أهل ملطية وهدم حائطها، وأجلى من بها من المسلمين [الى الجزيرة]«٣٢٠» ، ثم نزل مرج الحصى ووجه كوشان الارمني «٣٢١» ، حتى أناخ على قاليقلا فحصرها، وأهلها يومئذ قليل، فنقب أخوان من الارمن من أهل قاليقلا ردما كان في سورها وخرجا الى كوسان، فأدخلاه المدينة، فغلب عليها وقتل وسبى، وهدمها وساق ما حواه الى الطاغية، ففرق السبي على أصحابه.
فلما كانت سنة تسع وثلاثين ومائة فادى المنصور بمن كان حيا من أسارى قاليقلا، وعمرها، ورد من فادى به اليها، وندب اليها جندا من أهل الجزيرة، وغيرهم، وقد كان طاغية الروم خرج «٣٢٢» الى قاليقلا في خلافة المعتصم بالله، فهدم سورها «٣٢٣» فانفق المعتصم عليها حتى حصنها.
ثم سار حبيب بعد فتحه قاليقلا الى خلاط، فأتاه بطريقها بكتاب عياض بن غنم، الذي صالحه فيه على ماله وبلاده، وقاطعه على ما يؤديه من الاتاوة فانفذ حبيب ذلك له. وقاطع صاحب مكس، وهي من نواحي البسفرّجان «٣٢٤» عن بلادة وكتب له كتاب صلح وأمان ووجه الى قرى أرجيش، وباجنيس، بمن غلب عليها، وجبى جزية رؤوس أهلها، ولم