الاعاجم قد خندقوا على أنفسهم خندقا تحصنوا به وجعلوا عيالاتهم وثقلهم بخانقين وتعاهدوا الا يفروا، وجعلت الامداد تقدم عليهم من حلوان والجبال، فقال المسلمون: ينبغي أن نعالجهم قبل أن يكثروا. فلقوهم وعلى الاعاجم يومئذ خرزاذ أخو رستم فاقتتلوا قتالا شديدا لم يقتتلوا مثله، رميا بالنبل حتى نفذ، وطعنا بالرمح حتى تقصفت وتجالدوا بسيوفهم «٤٥١» حتى تثنت.
ثم ان المسلمين حملوا حملة واحدة قلعوا بها الاعاجم عن مواقفهم وهزموهم فولوا هاربين وركبهم المسلمون يقتلونهم قتلا ذريعا حتى حال الظلام بينهم ثم انصرفوا الى معسكرهم وجعل هاشم بن عتبة جرير بن عبد الله بجلولاء في خيل كثيفة ليكون بين «٤٥٢» المسلمين وعدوهم.
وارتحل يزدجرد «٤٥٣» من حلوان، وأقبل المسلمون يغيرون في نواحي السواد حتى غلبوا على جميعه وصار بأسره في أيديهم، وانصرف سعد بعد جلولاء الى المدائن فصير بها جمعا، ثم مضى الى ناحية الحيرة وكانت وقعة جلولاء في آخر سنة ست عشرة قالوا: وأسلم جميل «٤٥٤» بن بصبهري دهقان الفلاليج، والنهرين وبسطام بن نرسي، دهقان بابل وخطرنية، والرفيل «٤٥٥» ، دهقال العال والعال بادوربا، والانبار، وقطربل ومسكن، وفيروز دهقان نهر الملك وكوثى وغير هؤلاء من الدهاقين، فلم يعرض لهم عمر بن الخطاب، ولم يخرج الارض من «٤٥٦» أيديهم وازال الجزية عن رقابهم.