والاسواق وبعدها منها. وحكي مصعب بن زيد الانصاري عن أبيه قال:
بعثني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب على ما سقى الفرات، فذكر رساتيق وقرى منها نهر الملك، وكوثى وبهر سبر والرومقان ونهر جوبر ونهر درقيط، والبهقباذات، وأمرني أن أضع على كل جريب من [البر رقيق]«٤٨٩» الزرع ثلثي درهم، وعلى الشعير نصف ذلك. وأمرني أن أضع على البساتين التي تجمع النخل والشجر على كل جريب عشرة دراهم، وعلى كل جريب الكرم اذا أتت عليه ثلاث سنين ودخل في الرابعة وأطعم عشرة دراهم وان ألغي كل نخل شاذ عن القرى يأكله من مرّ به. الا أضع على الخضروات مثل، المقاثي والحبوب [والسماسم]«٤٩٠» والقطن شيئا. وأمرني أن أضع على الدهاقين الذين يركبون البراذين ويختمون بالذهب على الرجل ثمانية وأربعين درهما في السنة، وعلى اوساطهم من التجار على الرجل اربعة وعشرين درهما. وان اضع على الاكرة وسائر من بقى منهم على الرجل اثنى عشر درهما.
وحكى يحيى بن أدم: ان السبب في حدوث المقاسمة بالسواد بعد الذي كان الامر عليه في الطسوق التي قدمنا ذكرها. ان الناس سألوها المنصور في آخر خلافته فقبض قبل أن يقاسموا. ثم أمر المهدي بها فقوسموا فيما دون عقبة حلوان. قال: وكان الذي مسح سقى الفرات في أيام عمر عثمان بن حنيف، والمتولى لمساحة سقى دجلة حذيفة بن اليمان.
ومات بالمدائن والقناطر المعروفة بقناطر حذيفة اليه نسبت. وقالوا وكانت ذراعه وذراع ابن حنيف واحدة وهي ذراع اليد وقبضة وابهام ممدود «٤٩١» .