ولما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة ولي عدي بن أرطاة البصرة وثغورها، فولى الجراح بن عبد الله الحكمي خراسان وسجستان، ثم عزله وولى عبد الرحمن ابن نعيم العامري فلم يحمل رتبيل اليهما شيئا ولم يعط رتبيل عمال يزيد بن عبد الملك شيئا أيضا. ثم قال رتبيل: ما فعل قوم كانوا يأتونا خماص البطون سود الوجوه من الصلاة، نعالهم خوص، قالوا: انقرضوا، فقال: أولئك كانوا أوفى منكم عهودا وأشد بأسا، وان كنتم أحسن منهم وجوها.
ولما استخلف المنصور، ولي معن بن زائدة «٦٤١» سجستان فقدمها وبعث عماله الى أعمالها، وكتب الى رتبيل يأمره بحمل الاتاوة التي كان الحجاج صالحه عليها، فبعث بأبل وقباب تركية ورقيق وزاد في تقويم ما بعث به من ذلك للواحد ضعفه، فغضب معن وقصد الرخج وعلى مقدمته يزيد بن مزيد فوجد رتبيل قد خرج عنها ومضى الى زابلستان ليصيف بها ففتحها وأصاب سبيا كثيرا كان منهم فرج الرخجي، وهو صبي وأبوه زياد وكانت عدة من سباه معن، منهم ثلاثين ألف رأس، وطلب، ماوند، خليفة رتبيل الامان على أن يحمله الى أمير المؤمنين. فآمنه وبعث به الى بغداد مع خمسة آلاف من مقاتلهم فأكرمه المنصور وفرض له وقوده. وخاف معن هجوم الشتاء فأنصرف الى بست فقتله قوم من الخوارج «٦٤٢» اغتيالا. فقام يزيد بأمر سجستان بعد، واشتدت على أهلها من العرب والعجم وطأته فأحتيل حتى أوغر قلب المهدي في خلافة المنصور عليه فعزله ونكبه وصار الى مدينة السلام. فلم يزل بها مجفوا الى [ان]«٦٤٣» تحرك أمره، ولم يزل عمال المهدي، والرشيد يقبضون الاتاوة من رتبيل بسجستان على حسب قوة