وولى الحجاج، عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث سجستان فخلع عبد الملك والحجاج، وأقبل الى العراق، ثم انه رجع الى سجستان خالصا، وهادن رتبيل فأسلمه رتبيل بكتاب الحجاج اليه في ذلك.
وصالح الحجاج رتبيل على الا يغزوا بلده سبع سنين، ويقال تسع سنين على ان يؤدي بعد مضي هذه السنين في كل سنة عروضا بتسعمائة ألف درهم، فلما انقضت سنو الموادعة ولى الحجاج الاشهب بن بشير «٦٣٧» الكلبي، فعاسر رتبيل في العروض التي أداها اليه فكتب رتبيل الى الحجاج يشكوه، فعزله الحجاج وولى قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان وسجستان في أيام الوليد بن عبد الملك، فولى قتيبة سجستان عمرو بن مسلم فطلب الصلح من رتبيل «٦٣٨» دراهم بأعيانها، فذكر انه لا يمكنه الا ما كان «٦٣٩»
فارق عليه الحجاج من العروض، فسار قتيبة الى سجستان فلما بلغ رتبيل قدومه أرسل اليه، انا لم نخلع يدا من طاعة وانما فارقتمونا على عروض فلا تظلمونا، فقال قتيبة للجند: أقبلوا منه العرض فأنه ثغر مشئوم.
ثم انصرف قتيبة من زرنج بعد أن كان زرع بها زرعا لييأس العدو من انصرافه. ثم استخلف قتيبة على سجستان عبد الله بن عبيد الله بن عمير الليثي «٦٤٠» .
ثم ولي سليمان بن عبد الملك، فولي يزيد بن المهلب العراق، فولي يزيد، مدرك بن المهلب أخاه سجستان فلم يعطه رتبيل شيئا، ثم ولي معاوية ابن يزيد فرضخ له.