نزل [بست]«٦٣٤» على ألف ألف، وبعث اليه بهدايا ورقيق، فأبى قبول ذلك، واشتط فيما التمسه فخلى رتبيل له البلاد حتى اذا أوغل فيها أخذ عليه الشعاب والمضايق فطلب اليهم أن يخلوا عنه ليرجع سالما ولا يأخذ [منهم شيئا، فأبى ذلك، وقال: بل تأخذ ثلاثمائة ألف درهم صلحا]«٦٣٥» ، وتكتب لنا بها كتابا ولا تغزوا بلادنا ما كنت واليا، ففعل، وبلغ ذلك عبد الملك فعزله.
ثم ولى والحجاج بن يوسف العراق ووجه عبيد الله بن أبي بكرة الى سجستان، فخار ووهن، وأتى الرخج وكانت البلاد مجدبة فسار حتى نزل بالقرب من كابل، وانتهى الى شعب فأخذه العدو عليه ولحقهم رتبيل فصالحهم عبيد الله على أن يعطوه خمسمائة ألف درهم، ويقال: ألف ألف ويرفع عنهم الخراج خمس سنين ويبعث اليهم ثلاثة من ولده رهناء على الوفاء. فكتب لهم كتابا، الا يغزوهم ما كان واليا، فقال بعض أصحابه: وهو شريح بن هاني الحارثي «٦٣٦» ، اتق الله وقاتل هؤلاء القوم فانك ان أعطيتهم ما سألوا أوهنت الاسلام بهذا الثغر، وحمل عليهم وقاتل الناس وهلك أكثرهم جوعا وعطشا. ومات عبيد الله بن أبي بكرة كمدا واستخلف على الناس ابنه أبا برذغة، فاقدمه الحجاج اليه فعذبه وطالبه بالاموال.