فلما كان أول الدولة المباركة، ولى مسلم عبد الرحمن بن مسلم، مغلسا العبدي ثغر السند فأخذ على طخارستان حتى صار الى المنصور بن جمهور الكلبي، وهو بالسند من قبل بني أمية، فلقيه المنصور فقتله وهزم جنده، فلما بلغ ذلك أبا مسلم عقد لموسى بن كعب التميمي، ووجهه الى السند، فلما قدمها كان بينه وبين منصور بن جمهور، مهران. ثم التقيا، فهزم منصورا وجيشه وقتل أخاه منظور، وخرج منصور مفلولا حتى ورد الرمل فمات عطشا وولى موسى بن كعب السند، فرم المنصورة، وزاد في مسجدها، وغزا، وافتتح، وولي [الخليفة]«٧٥٤» المنصور، هشام ابن عمر التغلبي «٧٥٥» ، السند ففتح ما كان استغلق. ووجه «٧٥٦» عمرو بن جمل في بوارج الى نارند، ووجه الى ناحية الهند فافتتح قشميرا، وأصاب سبيا ورقيقا كثيرا، وأعاد فتح المولتان وكان بقندابيل متغلبة من العرب فأجلاهم عنها، وأتى القندهار في السفن ففتحها، وهدم البد، وبنى موضعه مسجدا. وأخصبت البلاد في أيامه فتبركوا به، ودوخ الثغر وأحكم أموره.
ثم ولى ثغر السند عمر بن حفص بن عثمان، هزار مرد ثم داود بن يزيد بن حاتم المهلبي ولم يزل أمر ذلك الثغر مستقيما، حتى وليه بشر ابن داود في خلافة المأمون، فعصى وخالف، فوجه اليه غسان بن عباد «٧٥٧» ، وهو رجل من أهل السواد بالكوفة، فخرج اليه بشر في الامان فأخذه وورد به مدينة السلام، وخلف غسان على الثغر، موسى بن يحيى بن خالد بن برمك، فقتل باله ملك الشرقي، وكان باله هذا التوى على غسان، وكتب اليه في حضور عسكره، فيمن حضره من الملوك فأبى وأثر موسى