الثامنة: الصرامة، وهي شدة القلب، فأنه لا يليق بصحبة الملوك أولي النكول ومن يلحقه في خدمتهم الفتور. وعن الامر يهاب به التقصير والجسور. فان الملك اذا كان على ما قدمناه من صفاته لم يجب لخادمه الا النفاذ لجميع ما يأمره به لانه من العقل بالموضع الذي لا يأمر بأمر الا في حقه ولا يعرض من ينفذ لامره لما لا خلاص له منه. وقد كان عرض لذي القرنين في بعض حروبه أمر ندب له خاصته، ومن كان يثق بمسارعته فنكل أكثرهم الا رجلا سارع اليه، وقال: قد وهبت نفسي للملك واثرت الموت في طاعته، فقال له الملك: فالان حين اشتد ضني بك وامتناعي من التغرير بك.
التاسعة: الصدق فان مضرة الكذب على مستعمله وعلى من يقاربه غير يسيرة.
العاشرة: التغافل والصفح عن أكثر ما يوجب الغضب من أفعال لعلها تعرض اذا كان التفاعل عن ذلك غير ضائر.
الحادية عشرة: حسن الزي والهيئة فان في بهاء الملك ورتبته.
الثانية عشرة: البشر والاجمال في الملاقاة ليتآلف صاحب الملك بذلك قلوب من يلاقيه ولا يخفيه باللكوح وبشاعة اللقاء من غير حادثة تكون من الملك ومنه «٢» .
الثالثة عشرة: أن يكون معه رأفة لا تصده عن امتثال أمر الملك في جميع ما يأمر به، لان الملك اذ قد وضع عادلا فليس يجب أن يخالف في شيء مما يرسمه.