للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَرْشاً:} بساطا ووطاء (١).

{وَالسَّماءَ بِناءً:} سقفا (٢)، مأخوذ (٣) من السموّ، وأراد به السماء المعروفة، ذات البروج، المزيّنة بالكواكب.

{وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ:} من السحاب مطرا (٤).

والماء هو الجسم اللطيف المضادّ للنار بانحداره ورطوبته وبرودته (٥)، وهو في الأصل: موه؛ لأنّك تقول في الجمع والتصغير: أمواه ومويه (٦).

{فَأَخْرَجَ بِهِ:} فأنبت وأبرز بالمطر من التراب من ألوان الثمرات (٧)، كما في قوله:

{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ} [الحج:٣٠].

{رِزْقاً:} طعاما (٨).

{فَلا تَجْعَلُوا لِلّهِ أَنْداداً:} أي: لا تصفوا لله أمثالا ونظراء (٩).

{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ:} أنّهم مخلوقون ومرزوقون لواحد قديم (١٠).

٢٣ - {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ:} قال (١١) ابن عبّاس: نزلت في اليهود. وهي تحتمل العموم أيضا (١٢).

وفي ترتيب إثبات النبوّة على إثبات التوحيد دليل على أنّ الرسول يعرف من قبل الله تعالى، وأنّ وجوب (١٣) معرفة الله تعالى (١٤) مقدّم على وجوب معرفة الرسول.

(إن) حرف شرط (١٥)، والشرط قوله: (كنتم في ريب)، ثمّ هذا الشرط معلّق بشرط آخر في آخر الآية وهو قوله: {إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ،} وجوابهما قوله: {فَأْتُوا،} وهذا كمن قال لعبده:


(١) ينظر: تفسير البغوي ١/ ٥٥، والخازن ١/ ٣٠، والبحر المحيط ١/ ٢٣٧.
(٢) ينظر: تفسير الطبري ١/ ٢٣٥، والوجيز ١/ ٩٥، وتفسير البغوي ١/ ٥٥.
(٣) في ك: مأخوذا.
(٤) ينظر: تفسير البغوي ١/ ٥٥، وزاد المسير ١/ ٣٨، وتفسير الخازن ١/ ٣١.
(٥) ينظر: التوقيف على مهمات التعاريف ٦٣١.
(٦) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ١/ ١٠٢، والمحرر الوجيز ١/ ١٠٥ - ١٠٦، ومجمع البيان ١/ ١٢٣.
(٧) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ١/ ١٠١، وتفسير القرطبي ١/ ٢٢٩.
(٨) ينظر: تفسير البغوي ١/ ٥٥.
(٩) ينظر: تفسير الطبري ١/ ٢٣٦، وتفسير القرطبي ١/ ٢٣٠، والتبيان في تفسير غريب القرآن ٦٦.
(١٠) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ١/ ١٠٣، ومجمع البيان ١/ ١٢٤.
(١١) قبلها في ع وب: كما، وهي مقحمة. وينظر: زاد المسير ١/ ٣٩، والبحر المحيط ١/ ٢٤٣.
(١٢) ينظر: البحر المحيط ١/ ٢٤٣.
(١٣) في ب: وجود.
(١٤) (معرفة الله تعالى) مكررة في ب.
(١٥) ينظر: البحر المحيط ١/ ٢٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>