للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الرابع

ذكره عدد آيات السورة

يذكر المؤلف، رحمه الله تعالى، عدد آيات كل سورة من سور القرآن الكريم التي يفسرها، ويذكر معه العدد الذي ذكره، سواء كان العدد مكيا أو مدنيا، أو. . . .

وفي ذكر هذا العدد فوائد عديدة، لم يذكرها المؤلف، وذلك أن بعض أهل العلم قد أفرد هذا العلم بكتب مخصوصة، فصّلت القول في هذا، ومن هذه الفوائد ما يأتي (١):

١ - معرفة الوقف.

٢ - إن الإجماع منعقد على أن الصلاة لا تصح بنصف آية. (٢) وقال بعض العلماء: تجزئ بآية. وقال غيرهم: تجزئ بثلاث آيات.

٣ - إن الإعجاز القرآني لا يقع بدون آية. وقال بعضهم: بثلاث آيات.

والسبب في الاختلاف في عدد آي القرآن أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف، ثم إن بعض العلماء يعدّ البسملة آية من الفاتحة، وبعضهم لا يعدّها. (٣)

ومما ينبغي التنبيه إليه الاختلاف في عدد الآيات للسورة، كثرة وقلّة، لا يعني زيادة القرآن أو نقصانه، وإنما هو معرفة للفواصل القرآنية فحسب. (٤)

ومن المفيد أن أذكر أنواع العدد التي ذكرها المؤلف، وأبين المراد منها كي تكون الصورة واضحة للقارئ:

«العدد المكي: هو ما روي عن عبد الله بن كثير القارئ عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعدد آي القرآن الكريم عنده هو ٦٢١٠ آية.

العدد المدني الأول: هو ما رواه نافع عن شيخيه لكن اختلف أهل الكوفة والبصرة في روايته عن المدنيين. فأما أهل الكوفة فرواه عن أهل المدينة بدون تعيين أحد منهم، ورواه أهل البصرة عن ورش عن نافع عن شيخه، وعدد آي القرآن في رواية الكوفيين عن أهل المدينة ٦٢١٧، وفي رواية أهل البصرة ٦٢١٤، والذي اعتمده الإمام الشاطبي رواية أهل الكوفة، قد تبع في ذلك الإمام الداني.

العدد المدني الأخير: وهو ما يرويه إسماعيل بن جعفر عن يزيد وشيبة (بوساطة) نقله عن سليمان بن جماز عن شيبة ويزيد، وعدد آي القرآن عنده ٦٢١٤.

العدد الدمشقي (الشامي): وهو ما رواه يحيى الذماري عن عبد الله بن عامر اليحصبي عن أبي الدرداء، وينسب هذا العدد إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعدد الآي فيه ٦٢٢٧، وقيل:٦٢٢٦.


(١) ينظر: فصل الخطاب ١٣.
(٢) لم ينعقد الإجماع كما هو واضح من الأقوال التي بعده.
(٣) فصل الخطاب ١٣.
(٤) مدخل لدراسة القرآن والسنة ٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>