للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وردت في (درج الدرر) ألفاظ كثيرة ذكر المؤلّف أنّ أصلها من لغات أخرى، وهذا يعني أنّ المؤلّف لا ينكر وجود المعرّب في القرآن الكريم. ومن أمثلة ذلك:

في قوله تعالى: {يا بَنِي إِسْرائِيلَ} [البقرة:٤٠] ذكر أنّ (إسرائيل) من أصل غير عربي، فقال: «وسمّي إسرائيل؛ لأنّه كان أساسا للأسباط ومن بعدهم إلى عيسى عليه السّلام، و (إسرو) بالعبرانيّة هو الأساس، و (إيل) اسم الله»، ثمّ قال: «ثمّ لم يكن في لغة العرب ضمّة مشبعة معجمة منحوّا فيها نحو الألف، كما قالوا مكان (إشموئيل): إسماعيل» (١).

وفي قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا} [البقرة:٦٢] قال: «اليهود: جمع يهوديّ، مثل: عربيّ وعجميّ»، ثمّ قال: «وقيل: اسم عجميّ معرّب، فلمّا عرّب جعل كأنّه اشتقّ من هاد يهود» (٢).

وفي قوله تعالى: {وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ} [آل عمران:٣] ذكر أكثر من قول عن أصل (التّوراة)، منها أنّها من أصل عبري، فقال: «وقيل: إنّه باللغة العبريّة: توروه، وهو الأدب والمتأدّب» (٣).

وحين نقل الأقوال المختلفة في معنى (الجبت) في قوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ} [النّساء:٥١] ذكر منها أنّه «السّحر بلغة الحبشة، يعني: مشتركة بينهم وبين بعض العرب» (٤).

وفي كلامه على المراد ب‍ (عدن) في قوله تعالى: {وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنّاتِ عَدْنٍ} [التّوبة:٧٢] قال: «وسأل ابن عبّاس كعبا عن العدن فقال: هي الكروم والأعناب بالعبرانيّة» (٥).

[٥ - لغات العرب]

والمراد بلغات العرب اختلاف لهجات القبائل العربية. واللهجات في اصطلاح المحدثين «مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة، ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد هذه البيئة» (٦).

وفي (درج الدرر) أمثلة متفرّقة استشهد فيها المؤلف بلغات العرب، منها:

في قوله تعالى: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة:٢٣] ذكر رأيين في الأصل الذي


(١) درج الدرر ٤٥.
(٢) درج الدرر ٧٣.
(٣) درج الدرر ٢٩٠.
(٤) درج الدرر ٤١٥.
(٥) درج الدرر ٧٠٨.
(٦) في اللهجات العربية ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>