للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محلّ الرّفع على قراءة الياء» (١).

وقد يذكر اختلاف توجيه الإعراب للّفظ الذي يتحدّث عنه من غير أن ينبّه على اختلاف القراءة، كما في قوله تعالى: {وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ} [البقرة:٢٤٠] إذ قال: «(وصيّة): نصب على إضمار الأمر، ورفع بالابتداء» (٢)، ولم يذكر أنّ النّصب والرّفع قراءتان متواترتان. وكذلك فعل في قوله تعالى: {أَوَأَمِنَ} [الأعراف:٩٨] فحكى أنّه «قيل: على الاستفهام، وقيل: على التّخيير» (٣)، ولم يبيّن أنّ القول الأول على القراءة بفتح الواو، والثاني على القراءة بتسكينها، وهما متواترتان.

وحين تكلّم على قوله تعالى: {فَإِذا أُحْصِنَّ} [النّساء:٢٥] ذكر المعنى المراد به في قراءتي فتح الهمزة وضمّها فقال: «بفتح الهمزة: أسلمن، عن ابن مسعود وزرّ والشّعبيّ، وهو يحتمل التّزوّج أيضا. وبضمّ الهمزة إذا تزوّجن، عن ابن عبّاس ومجاهد، وهو يحتمل أدخلن في الإسلام» (٤).

[ب-القراءات الشاذة]

عند كلامه على قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا} [البقرة:١٠٤] ذكر قراءة شاذة فقال: «وقرأ الحسن: (راعنا) منوّنا؛ لأنّه ظنّ أنّها لفظة كالأسماء، فنصبها بوقوع القول عليه»، واستدلّ لها بقراءة شادّة أخرى فقال: «كنصب من نصب: (وقولوا حطّة)» (٥).

وفي حديثه عن قوله تعالى: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ} [البقرة:١٣٧] ذكر أنّ «العرب تذكر المثل مجازا، وتريد به النّفس حقيقة، كقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:١١]، ويقال: أمثلك يقول لمثلي، فيكون تقدير الآية على هذا: فإن آمنوا بما آمنتم به»، وبيّن أنّ هذا التّقدير قراءة لابن عباس فقال: «هكذا يروى في قراءة ابن عبّاس ومصحفه» (٦).

وفي توجيه إعراب (ما) في قوله تعالى: {إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ} [البقرة:١٧٣] ذكر أنّ (الميتة) تقرأ بالرّفع فقال: «و (ما) اسم عند من قرأ: (الميتة) بالرّفع» (٧).


(١) درج الدرر ١٨١ - ١٨٢.
(٢) درج الدرر ٢٥٠.
(٣) درج الدرر ٦٠٦.
(٤) درج الدرر ٣٩٩.
(٥) درج الدرر ١٢٣.
(٦) درج الدرر ١٦١.
(٧) درج الدرر ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>