للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصدق، أو الرسول صادق، أو الوحي صدق». (١)

٣ - أما مفتتح سورة مريم {كهيعص} (١) فإنه يذكر أكثر من قول ثم يتبع ذلك باحتمال آخر فيقول: «ويحتمل: أنّه يتّصل بما بعده، والتقدير: كتابنا هدانا بها العالم الصادق» (٢) يزيد فيه على تلك الأقوال قولا.

٤ - وفي تفسير قول الله تعالى: {طه} (١) يذكر قولا يعتمد هذا القول على حساب الجمّل، فيقول بعد أن ذكر عددا من الأقوال: «وقيل: الطاء تسعة، والهاء خمسة من حساب الجمل، وهم أربعة عشر، والليلة الرابعة عشر ليلة البدر، فكأنه قيل: أيها البدر» (٣)، يستشهد بحديث على أن النبي عليه السّلام كان وجهه كالبدر.

٥ - وفي تفسير قول الله تعالى: {طسم} (١) [الشعراء:١] ينقل عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: عمي على العلماء علمه (٤).

٦ - وفي سورة الشورى في تفسيره قوله تعالى: {حم (١) عسق} (٢) [الشورى:١ - ٢]، يذكر أقوالا تبين أن هذه الأحرف هي إشارة إلى أشياء معينة، مثل: العين إشارة إلى العلم، وفي السين إشارة إلى سر الله في افتراق الفرق،. . . (٥).

فعلى هذا يمكن القول: إن رأيه هو أنه يمكن تفسيرها، سواء كانت مختصرات لكلمات معينة، كأسماء الله تعالى، أو صفات له، أو صفات للنبي عليه السّلام، أو غير ذلك، بدليل قوله:

ويحتمل كذا أو يحتمل كذا. والله أعلم.

المطلب الثاني

أسباب النزول

أسباب النزول اصطلاحا: فقد عرفة الشيخ الطاهر بن عاشور بقوله: «هي حوادث يروى أن آيات من القرآن الكريم نزلت لأجلها، كبيان حكمها، أو لحكايتها، أو إنكارها، أو نحو ذلك». (٦)

وأسباب النزول لآي القرآن يتعدى كونه علما من علوم القرآن إلى كونه أصلا من أصول التفسير، التي لا يمكن للمفسر-مهما أوتي من العلم-أن يستغني عنها، لأن قضية أسباب النزول تشكل قضية هامة على فهم بعض آي التنزيل، إذ إن بعض آيات القرآن الكريم يتوقف فهمها على معرفة سبب النزول، فعندما نقرأ مثلا قول الله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى}


(١) الأصل (١١٠ و).
(٢) درج الدرر ٢١٨.
(٣) درج الدرر ٢٤٥.
(٤) درج الدرر ٣٧٦.
(٥) ينظر: الأصل (٢٨٩ و).
(٦) التحرير والتنوير ١/ ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>