للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشاركون فيها، ولا يلحقهم أحد» (١). فيذكر فيها تفاصيل كثيرة.

٦ - أن يورد الإسرائيلية في معرض مناقشة الأقوال: فعند شروعه بتفسير الآية يأتي بأقوال متعددة، تكون على شكل إسرائيليات، لكنها من أقوال بعض التابعين، ولم يرجح بينها سواء بترجيح أحد الأقوال أو قولا آخر يذكره، وأمثل عليه بما يأتي:

فعند تفسيره قول الله تعالى: {لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ} [يوسف:٢٤]، يذكر عددا من الأقوال، قيقول: «قيل: صورة يعقوب عاضّا على أصبعه يقول: مثلك قبل المواقعة كذا، وبعد المواقعة كذا. مقاتل: سمع صوتا: إياك ومواقعتها، فإنك إن واقعتها صرت كالطير الواجد.

وقيل: سمع صوتا: أتهمّ بعمل السفهاء، وأنت مكتوب في الأنبياء. وقيل: رأى مكتوبا في السقف: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً} (٣٢) [الإسراء:٣٢]» (٢).

٧ - يذكر الإسرائيلية على شكل قصة ينسبها إلى راويها: والمثال على ذلك عند تفسيره لقول الله تعالى: {قالُوا حَرِّقُوهُ وَاُنْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ} (٦٨) [الأنبياء:٦٨]، يقول: «عن الواقدي، عن شيوخه قالوا: أمر نمرود بإبراهيم. . .» (٣) فيذكر في ذلك كلاما كثيرا، لا داعي لإعادته.

وذكر هذه الإسرائيليات في التفاسير أمر ليس منه فائدة ترتجى، فإنّ أكثرها من نسج خيال اليهود وغيرهم، وفيها من الدسائس على دين الإسلام الكثير، مما يشوّه التفاسير ويخرجها من غرضها الأساس، وهو فهم كتاب الله تعالى وتوضيحه للعامّة، إلى أن يكون كتاب تاريخ فيه الغث والسمين، والصالح والطالح، والأولى بالمفسر الاكتفاء بما جاء في القرآن أو السنة النبوية المطهرة واللغة العربية وغيرها من أصول التفسير التي تعطي ثمارها في شرح وتوضيح كتاب الله تعالى، ولا تشتت فكر القارئ في موضوعات لا تنفع، وفي الغالب تضرّ، والله تعالى أعلم.

المطلب الثالث

عنايته بالأحكام الفقهية

إن تعرض المؤلف رحمه الله تعالى للأحكام الفقهية لم يكن بشكل واسع كما نجده عند غيره من المفسرين الذين اهتموا في تفاسيرهم بالأحكام الفقهية، ولكون تفسير «درج الدرر» مختصرا فإنّ تعرضه للأحكام الفقهية مقتضب، وهو إن تعرض لحكم في آية فإنه يكون بكثير من الاختصار والإيجاز، أو على شكل استنباط لهذا الحكم أو ذاك من هذه الآية أو تلك، لأنه لم يضع تفسيره من أجل المسائل الفقهية أو الأصولية.

ويمكن تبيّن ملامح طريقته في عرض الأحكام الفقهية من خلال ما يأتي:


(١) درج الدرر ٢٤٧ - ٢٤٨.
(٢) درج الدرر ٤٦.
(٣) درج الدرر ٢٨١ - ٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>