للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظاهر ظاهر البطلان. (١)، وقال الأستاذ الدكتور فضل عباس: «وتعدد النزول على الرغم من أن بعض العلماء لا يرى به بأسا، إلا أن الذي يبدو لنا بعد نظر ثاقب، أن الأمر ليس كذلك، فليس هناك داع لأن تنزل الآية أكثر من مرة واحدة». (٢)

المطلب الثالث

التناسب بين الآيات

القرآن الكريم كتاب الله تعالى، أنزله على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم منجما على فترة من الزمن، امتدت ثلاثة عشر عاما، ولكن هذا الكتاب ليس كباقي الكتب، فإنه وحدة واحدة متماسكة مترابطة، يأخذ بعضها بحجز بعض، فلا يجد القارئ لآياته اختلافا بينها نتيجة لهذا الوقت.

وعلم المناسبة علم شريف دقيق، حتى قيل فيه: أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط. وقيل: ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة، متسقة المعاني، منتظمة المباني. (٣)

المناسبة في اللغة: المشاكلة والمقاربة. (٤)

اصطلاحا: «هو المعنى الرابط بين الآيات، عام أو خاص، عقلي أو حسي، خيالي أو غير ذلك من أنواع العلاقات، أو التلازم الذهني، كالسبب والمسبب، والعلّة والمعلول، النظيرين والقيدين ونحوه» (٥).

وفائدته: جعل أجزاء الكلام بعضها آخذ بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط، ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم المتلائم الأجزاء. (٦)

[والمناسبة على ضربين]

الأول: مناسبة في المعاني: وهي أن يبتدئ المتكلم بمعنى ثم يتم كلامه بما يناسبه من معنى دون لفظه.

الثاني: مناسبة لفظية: وهي دون رتبة المعنوية، فهي الإتيان بكلمات تامة أو غير تامة.

فالتامة تكون مقفاة موزونة، وغير التامة، أي: ناقصة، موزونة غير مقفّاة. (٧)

لم يهتم المؤلف رحمه الله تعالى بمناسبة السور بعضها مع بعض، لكنه في كثير من المواضع نجده يربط الآية بسابقتها واتصالها بها، وفي بعض الأحيان يذكر صلة نهاية الآية بالآية نفسها، ونجده يصرح في أكثر تلك المواضع بقوله: واتصال الآية بما قبلها من حيث. . . فمن الأمثلة على ذلك ما يأتي:


(١) روح المعاني ١/ ٣٤.
(٢)؟؟؟
(٣) ينظر: الإتقان ٢/ ٢٨٨.
(٤) ينظر: لسان العرب ١/ ٧٥٦.
(٥) الإتقان ٢٨٩، وينظر: البرهان ١/ ٣٥.
(٦) ينظر: الإتقان ٢/ ٢٨٨.
(٧) ينظر: الكليات ٨٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>