للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمرهم، فردّتهم الملائكة إلى دورهم، فرجعوا إليها، ودخل عليهم بختنصر وأصحابه، فجعلوا يقتلونهم وهم يقولون: يا لثارات فلان، يا لثارات فلان، ولا يسمون النبيّ الذي قتلوه (٢١٨ و) فلمّا رأوا أنّ الصوت لا يسكت عنهم، وهم يقتلونهم، عرفوا (١) أنّ الله هو سلّطهم عليهم بقتلهم النبيّ الذي بعثه إليه، فقالوا: يا ولينا إنّا كنّا ظالمين بقتل النبيّ. (٢)

١٥ - يقول الله عز وجل: {فَما زالَتْ تِلْكَ} يعني: الكلمة.

{دَعْواهُمْ حَتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ:} فلم يبق منهم عين تطرف من ذكر أو أنثى، ولا صغير ولا كبير، ولا دابة ولا طير. وذكر شيخنا: أنّ اسم هذا النبيّ ويغم. وذكر الخرداد بهمن: أنّ اسمه شعيب بن مهدم بن أبي مهدم بن حضور، قال: وحضور بطن من حمير، قال: فلمّا قتلوه أوحى الله تعالى إلى نبيّ اسمه برخيّا من سبط يهودا بن يعقوب عليهما السّلام: أن ائت بختنصر فمره أن يغزو العرب الذين لا أغلاق لبيوتهم ولا أبواب، فتقتل مقاتلتهم، وتستبيح أموالهم، فأقبل (٣) برخيّا من حران إلى بابل، فأخبر بختنصر الخبر، فتوجّه لذلك، فأنزل من يلقي مستأمنا الأبيات، ثمّ أتاهم بختنصر، وهتف بهم هاتف [من الطويل]:

سيغلب قوم غالبوا الله جهرة ... وإن كايدوه كان أقوى وأكيدا

كذاك يضلّ الله من كان من قلبه (٤) ... مريضا ومن والى النّفاق وألحدا (٥)

وهربوا يركضون، فحصدوا أجمعين. (٦)

١٥ - وقوله: {حَصِيداً} أي: شيئا حصيدا.

و (الخمود): الجمود والانطفاء.

١٦ - {وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ:} اتصالها من حيث ذكر الوبال ينافي العبث والخبال.

١٧ - {أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً:} قال ابن عباس: ولدا بلغة حضرموت. (٧) وقيل: صاحبة. (٨)


(١) ع: سلطه.
(٢) ينظر: تفسير ابن أبي حاتم ٨/ ٢٤٤٧، والدر المنثور ٥/ ٤٤، وتفسير السمعاني ٣/ ٣٧١، واللباب في علوم الكتاب ١٣/ ٤٥٦ من غير نسبة.
(٣) (من سلط يهودا. . . فأقبل) ساقطة من ع.
(٤) ع: من كان قبله.
(٥) والقائل أعشى همدان، تاريخ الطبري ٣/ ٥٠١. .
(٦) ينظر: فتح القدير ٣/ ٢٥٧.
(٧) ينظر: تهذيب اللغة ٤/ ٣٣٠٥ من غير أن ينسبه لابن عباس، ونسبه لأهل التفسير، وزاد المسير ٥/ ٢٥٣.
(٨) ينظر: تفسير الطبري ٩/ ١١ عن مجاهد وقتادة، والدر المنثور ٥/ ٥٤٥ وزاد المسير ٥/ ٢٥٣ عن الحسن وقتادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>