للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحلاّف من بني أسد بن خزيمة، والحلاّف هو الحارث بن سعد منهم: سوادة بن الحارث، ومرّة بن الحارث، وصنة بن الحارث، ومالك بن الحراث من بني (١) سعد بن ثعلبة أصابتهم سنة شديدة، فأجدبوا فيها وقحطوا، فاحتملوا بالعيال حتى قدموا على رسول الله، ثمّ جعلوا يغدون على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويروحون، فأغلوا الأسعار، وأفسدوا طرق المدينة، وجعلوا يمنّون على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بإسلامهم، فيقولون: أتتك العرب بأنفسها فآمنت، ونحن أتيناك بالأنفس والذراري والأثقال فاعطنا، فإن أعطوا من الصدقة، وولدت نساؤهم الغلمان، ونتجت خيولهم المهور، قالوا: نعم الدين هذا، ما رأينا منذ دخلنا فيه إلا ما نسرّ به، وإن لم يعطوا (٢) من الصدقة ما يرضيهم، وولدت نساؤهم الجواري، وأزلفت خيولهم، وسقمت أجسامهم قالوا: بئس الدين هذا، ما رأينا منذ دخلنا فيه ما نسرّ به، فأنزل (٣).

{حَرْفٍ:} جهة، وفي الحديث: «أنّ اليهود يأتون النساء على حرف واحد»، (٤) ومنه قوله عليه السّلام: «أنزل القرآن على سبعة أحرف كلّها شاف كاف» (٥).

١٣ - {لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ:} ضرّ الأصنام أقرب من نفعها؛ لأنّ الله تعالى خلقها أسبابا للمنافع.

و {الْعَشِيرُ:} الخليط، من (٦) المعاشرة.

١٤ - {إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ:} اتصالها من حيث اعتبار مزيّة داعي الله على داعي الأصنام.

١٥ - قال ابن عباس: {مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ} برزقه (٧)، فليأخذ حبلا يربطه في سماء بيته فليختنق به، فلينظر هل ينفعه ذلك، أو يأتيه رزقه؟ (٨) وهذا تأويل ممكن؛ لأنّ


(١) (أسد بن خزيمة. . . الحارث من بني)، ساقطة من ع.
(٢) الأصل يعطو، وهذا من ك.
(٣) ع: فأنزل الله. والحديث أصله في البخاري (٤٧٤٢) عن ابن عباس بغير هذا النص، أما هذا النص فوجدت قريبا منه عند الفراء ٢/ ١١٥، ونقله عنه ابن حجر في الفتح ٨/ ٤٤٣، وتفسير القرطبي ١٦/ ٣٤٨ من غير نسبة في سبب نزول قوله تعالى: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا.
(٤) أخرجه أبو داود في السنن (٢١٦٤)، والبيهقي في الكبرى ٧/ ١٩٥، والحاكم في المستدرك ٢/ ٢١٣ عن ابن عباس رضي الله عنه.
(٥) نزول القرآن على سبعة أحرف متواتر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، أما هذا اللفظ فقد أخرجه إسحاق بن راهويه ٥/ ١٩٣، والطبراني في المعجم الأوسط ٦/ ١٤٢ (٦٠٣٣) عن أبي سعيد الخدري، وابن عبد البر في الاستذكار ٢/ ٤٨٥ جزء من حديث أبي بن كعب، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب ٤/ ٢٧٢ موقوفا على ابن مسعود.
(٦) أ: مع.
(٧) ع: ورزقه.
(٨) ينظر: تفسير ابن أبي حاتم ٨/ ٢٤٧٨، فتح القدير ٣/ ٦٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>