للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنزل الله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ.} (١) وعن ابن (٢) عمر قال: نزلت {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (٣) (٢٥٤ و) في أبي طالب. وعن سعيد بن المسيّب، عن أبيه (٤) قال: لمّا حضرت أبا (٥) طالب الوفاة جاءه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أميّة بن المغيرة، قال: أي عم، قل: لا إله إلا الله كلمة أحاجّ لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أميّة: أترغب عن ملّة عبد المطّلب؟ فلم يزل رسول الله يعرضها عليه، ويعاودانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلّمهم: على ملّة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، قال رسول الله: لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك، فأنزل الله: {ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة:١١٣]، فأنزل الله بأبي طالب، فقال لرسول (٦) الله: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} إيمانه، مثل أبي طالب، لكنّ الله يهدي من يشاء، مثل حمزة والعباس وأروى وصفيّة وعاتكة.

٥٧ - {وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ:} كانوا يعتذرون إلى رسول الله بأنّهم لا يقاومون العرب قاطبة حواليهم إن خالفوا دينهم، فردّ الله عليهم عذرهم بأنّه هيّأ أسباب الحرمة، وهم (٧) كفّار جهّال، فكيف لو اعتصموا بالعروة الوثقى.

{يُجْبى:} يجمع ويحمل.

٥٨ - {إِلاّ قَلِيلاً:} إلا سكونا قليلا.

٦١ - {مِنَ الْمُحْضَرِينَ:} في النار (٨).

٦٣ - {الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ:} المتبوعين في الضلالة دون المعبودين.

٦٤ - {وَرَأَوُا الْعَذابَ:} وودوا، أي: وتمنّوا أنّهم كانوا يهتدون. ويحتمل: أنّ المراد به


(١) أخرجه مسلم في الصحيح (٢٤)، والهراني في المسند المستخرج على صحيح مسلم ١/ ١١٨، والترمذي في السنن (٣١٨٨).
(٢) ساقطة من ع.
(٣) (وعن ابن عمر قال: نزلت إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) ساقطة من أ.
(٤) ع: عن أبيه عن جده. وأبو سعيد هو المسيب بن حزن بن أبي وهب القرشي الخزومي، له صحبة، وشهد فتوح الشام، عاش إلى خلافة عمر رضي الله عنهما. ينظر: معجم الصحابة ٣/ ١٢٦، والاستيعاب ٣/ ١٤٠٠، وتقريب التهذيب ٢/ ٢٥٠.
(٥) ع: أبي طالب.
(٦) الأصول المخطوطة: قال رسول الله، والصواب ما أثبت. ينظر: صحيح البخاري (٤٧٧٢)، وصحيح مسلم (٢٤)، والمسند المستخرج على صحيح مسلم ١/ ١١٨.
(٧) ك: وكانوا.
(٨) (إلى النار) في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٣٣٤، إيجاز البيان ٢/ ٦٤٤، ووضح البرهان في مشكلات القرآن ٢/ ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>