للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٨ - {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ:} كأنّهم يخرجون عند أكل الزّقوم. ومن الجحيم في سواء، أي: في ضحضاح الجحيم أو (١) النّار، ثمّ يرجعون إلى سواء الجحيم، ويحتمل:

أنّ الضمير في قوله: {مَرْجِعَهُمْ} عائد إلى الأحياء من كفّار قريش وأمثالهم دون الأموات الذين دخلوا النّار.

٧٨ - {وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ:} من قولهم: {سَلامٌ} [الصافات:٧٩]، أو تركنا عليه الصّيت والذّكر في الآخرين، (٢) أو تركنا عليه (٣) البركة في أعقابه؛ ليكون قوله: {سَلامٌ} [الصافات:٧٩] ابتداء من جهة الله تعالى.

١٠١ - الظاهر من كتاب الله (٢٨٠ و) أنّ الغلام الحليم هو إسماعيل عليه السّلام، وأنّ البشارة بإسحاق، وهو الغلام العليم، غير البشارة الأولى، وإذا كان كذلك (٤) فقضيّة الظاهر أنّ الذي بلغ معه السّعي، وكان من أمره ما كان هو إسماعيل عليه السّلام، وكذلك قوله عليه (٥) السّلام: «أنا ابن الذّبيحين» (٦). وعن عطاء (٧) بن يسار قال (٨): سألت خوّات بن جبير (٩) عن ذبيح الله أيّهما كان؟ فقال: إسماعيل لّما (١٠) بلغ معه السّعي رأى إبراهيم في منزله بالشّام أن يذبح إسماعيل بمكة، فركب إبراهيم إليه على البراق حتى جاءه فوجده (١١) عند أمّه، فأخذ بيده، ومضى به لما أمر به، وجاء الشّيطان في صورة رجل يعرفه، فقال: يا إبراهيم، أين تريد؟ قال إبراهيم عليه السّلام: في حاجتي، قال: تريد أن تذبح إسماعيل؟ قال إبراهيم عليه السّلام:

وهل رأيت والدا يذبح ولده؟ قال: نعم، أنت، قال إبراهيم عليه السّلام: ولم؟ قال: تزعم أنّ الله أمرك بذلك، قال إبراهيم عليه السّلام: فإن كان الله أمرني (١٢) بذلك، فقد أطعت الله، وأحسنت، فانصرف عنه، وجاء إبليس إلى هاجر، فقال: أين يذهب إبراهيم بابنك؟ قالت:

ذهب في حاجته، قال: فإنّه يريد أن يذبحه، قالت: وهل رأيت والدا يذبح ولده؟ قال: نعم هو،


(١) ع وأ: أي.
(٢) ينظر: تفسير غريب القرآن ٣٧٢، ومعاني القرآن للفراء ٢/ ٣٠٨، وياقوتة الصراط ٤٣٠.
(٣) (الصيت والذكر في الآخرين، أو تركنا عليه)، ساقط من ع.
(٤) أ: لذلك.
(٥) (السّلام، وكذلك قوله عليه)، ساقط من أ.
(٦) ينظر: البيان والتعريف ١/ ٢٩٣، وكشف الخفاء ١/ ٢٣٠، والفتح السماوي ٣/ ٩٥٥، وتخريج الأحاديث والآثار ٣/ ١٧٧.
(٧) ك: ابن عطاء.
(٨) أ: بشار حال.
(٩) ينظر: المستدرك للحاكم ٢/ ٦٠٥
(١٠) ك: فلما.
(١١) الأصل وك وع: فيجد، وأ: فيجده. ينظر: مصدر التخريج.
(١٢) ع: أمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>