للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينفضّوا من حوله، يعني: الأعراب، فكانوا (١) يحضرون عند النّبيّ عليه السّلام عند الطّعام، قال عبد الله: إذا انفضّوا من عند محمد، فأتوا محمدا بالطعام ليأكله هو وأصحابه، ثمّ قال لأصحابه:

لئن رجعتم إلى المدينة فليخرج الأعزّ منكم الأذلّ، قال زيد: وأنا أردف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال:

فسمعت عبد الله، فأخبرت عمّي، فانطلق، فأخبر رسول الله عليه السّلام، فحلف وجحد، قال:

فصدّقه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكذّبني، قال: فجاء عمّي إليّ فقال: ما أردت (٣٠٩ ظ) إلا مقت (٢) رسول الله وكذّبك المسلمون، قال: فوقع عليّ من أقوالهم ما لم يقع على أحد قال: فبينما أنا مع النّبي عليه السّلام في سفر قد خفقت رأسي من الهمّ إذا أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعرّك أدني، ثمّ ضحك في وجهي، فما كان يسرّني أنّ لي بها الخلد في الدّنيا، ثمّ إنّ أبا بكر لحقني فقال: ما قال لك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قلت: ما قال شيئا إلا أنّه عرّك أدني وضحك في وجهي، فقال: أبشر، ثمّ لحق عمر، فقلت له مثل قولي لأبي بكر، فلمّا أصبحنا قرأ النّبيّ عليه السّلام سورة المنافقين. (٣)

وعن أبي هارون المدنيّ قال: قال عبد الله بن عبد الله بن أبي سلول لأبيه: والله لا تدخل المدينة حتى تقول: رسول الله الأعزّ، وأنا الأذلّ، قال: وجاء النّبيّ عليه السّلام فقال: إنّه بلغني أنّك تريد أن تقتل أبي، والذي بعثك بالحقّ ما تأملت في وجهه قطّ هيبة له، ولئن شئت أن آتيك برأسه لآتينّك به، فإنّي أكره أرى قاتل أبي، فتركه النّبيّ عليه السّلام. (٤)

٩ - {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:} فصل آخر، اتّصالها من حيث سبق ذكر النّفقة، وفحوى الخطاب: أنّ المراد بالصالحين المتصدّقون أو الصّدّيقون أو المصدّقون (٥).

١٠ - وعن الضّحّاك، عن ابن عبّاس قال: من أخذ يموت ولم يحجّ، ولم يؤدّ زكاة ماله ممّن وجب عليه الحجّ إلا سأل الرّجعة، فقالوا: يا أبا عبّاس، ما نزال نسمع منك الشّيء لا نذر ما هو، قال: ما هو؟ قال: فأنا أقرأه عليكم قرآنا، فقرأ عليهم: {وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي} قال: أحجّ. (٦)


(١) ع: فكانوا الأعراب.
(٢) الأصل وك وع: مقتك.
(٣) أخرجه الترمذي في السنن (٣٣١٣)، والطبراني في الكبير (٥٠٤١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٩/ ٢٧٠ - ٢٧١. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(٤) أخرجه الحميدي في المسند ٢/ ٥٢٠.
(٥) أ: المتصدقون.
(٦) الكبائر للذهبي ٣٩، والزواجر ١/ ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>