للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعجلي حتى تستأمري أبويك، ثمّ قرأ: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ} [الأحزاب:٢٨]، على ما سبق. (١)

{صَغَتْ قُلُوبُكُما} (٢): مالت قلوبكما عن الحقّ، (٣) وجزاؤه مضمر، (٤) تقديره: إن تتوبا إلى الله توبا أو فأسرعا.

{وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ:} أبو بكر وعمر وعليّ، (٥) فتقديره: ومن صلح من المؤمنين.

{ظَهِيرٌ:} كالقعيد.

٥ - وعن عمر بن الخطّاب: وافقت الله في ثلاث، ووافقني (٦) في ثلاث (٧)، قلت: يا رسول الله، لو اتّخذت من مقام إبراهيم مصلّى، فأنزل الله: {وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة:١٢٥]، فقلت: يا رسول الله، إنّه يدخل عليك البرّ والفاجر، فلو أمرت أمّهات المؤمنين، فأنزل الله آية الحجاب، وبلغني بعض معاتبة النّبيّ عليه السّلام نساءه، فاستقريت أمّهات المؤمنين، فدخلت عليهنّ، فجعلت أستقريهنّ واحدة واحدة، فقلت: لئن (٨) انتهيتنّ أو ليبدلنّ الله رسوله أزواجا خيرا منكنّ حتى انتهيت إلى زينب، أو بعض أزواجه، فقالت: يا عمر، أما في رسول الله ما يعظ (٩) أزواجه حتى تعظهنّ أنت، فأنزل الله: {عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ.} (١٠)

{سائِحاتٍ:} مهاجرات (١١) إلى الله ورسوله. وقيل: صائمات. (١٢) وقيل: حاجّات ومعتمرات. وقيل: سائحات بقلوبهنّ في ملكوت الله تعالى.


(١) أخرجه أحمد في المسند ١/ ٣٣، والبخاري في الصحيح (٢٤٦٨)، ومسلم في الصحيح (١٤٧٩).
(٢) ك: فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما.
(٣) الغريبين ٤/ ١٠٨٠، وتفسير البغوي ٨/ ١٦٥، وتفسير الخازن ٤/ ٣١٣.
(٤) الدر المصون ٦/ ٣٣٥، واللباب في علوم الكتاب ١٩/ ١٩٧.
(٥) ينظر: تفسير السمرقندي ٣/ ٤٤٦، والكشاف ٤/ ٥٧١، وذكرا معهم عثمان رضي الله عنهم جميعا.
(٦) في مسند أحمد ١/ ٢٩٩ (الرسالة): أو وافقني، وقال المحقق: «في (ق) ووافقني، وهو خطأ».
(٧) (ووافقني في ثلاث)، ساقط من أ.
(٨) أ: أي.
(٩) ك: يعطي.
(١٠) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة ١/ ٣١٥، والبخاري في الصحيح (٤٠٢)، وابن حبان في صحيحه (٦٨٩٦).
(١١) أ: مفاخرات. وما أثبت الصواب، ينظر: الطبري ١٢/ ١٥٦، وزاد المسير ٨/ ٨٢، وتفسير البغوي ٨/ ١٦٨ عن زيد بن أسلم.
(١٢) تفسير الطبري ١٢/ ١٥٦، وزاد المسير ٨/ ٨٢، وتفسير القرطبي ١٨/ ١٩٣ عن ابن عباس والجمهور.

<<  <  ج: ص:  >  >>