للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحدة من هذه العبادات حقيقة في موضعها (١) كالأخ.

٥ - {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ:} على اجتناب أعيان النّجاسة بحكم الشّريعة، وعلى اجتناب الأصنام والآثام بحكم (٢) الحقيقية.

٦ - {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ:} لا تعط عطيّة وهي كثيرة في عينك معجبة إيّاك. (٣) وقيل:

لا تعط عطيّة تبتغي عليها كثرة الجزاء. (٤)

٧ - وعن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} يقول: اصبر نفسك في طاعة ربّك.

٨ - {فَإِذا نُقِرَ:} قال أحمد بن فارس: النّقران تصوب بلسانك حتى تلصقه بحنكك.

وقال: صاحب الدّيوان: نقر به إذا صفّر.

و {النّاقُورِ:} الصّور (٥) ينفخ فيه الملك بأمر الله عزّ وجلّ.

وعن عون بن ذكوان: صلّى بنا زرارة بن أوفى صلاة الصّبح وقرأ: {يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر:١]، فلمّا بلغ {فَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ} خرّ ميّتا. (٦)

١١ - وعن عكرمة قال: قال الوليد بن المغيرة لقريش: إنّي قد سمعت الشّعر رجزه وهزجه وقريظه ومحمسه ما سمعت شيئا (٧) مثل هذا القرآن، وإنّ له لقرعا، وإنّ عليه لطلاوة، فقال بعضهم: هو سحر، قال الوليد بن المغيرة: ولكنّي سأنظر، قال: فنظر وفكّر، ثمّ قال: هو سحر، فنزل القرآن: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً} إلى قوله: {سِحْرٌ يُؤْثَرُ} [المدثر:٢٤]. (٨)

١٧ - وعن أبي سعيد في قوله: {سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً} قال: هو صخر في جهنم، إذا وضع أحدهم عليها يده ذابت، وإذا رفعها (٩) عادت اقتحامها {فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي}


(١) أ: موضع.
(٢) أ: بحكم الحكم.
(٣) ينظر: الكشاف ٤/ ٦٤٨، وتفسير أبي السعود ٩/ ٥٥.
(٤) ينظر: تفسير الصنعاني ٣/ ٣٢٨ عن قتادة وابن طاوس، وتفسير السمرقندي ٣/ ٤٩٢، وتفسير السمعاني ٤/ ٢١٦.
(٥) تفسير الطبري ١٢/ ٣٠٤ عن ابن عباس وعكرمة وغيرهما، ومعاني القرآن وإعرابه ٥/ ٢٤٦، وتفسير البغوي ٨/ ٢٦٦.
(٦) الزهد لابن حنبل ٢٤٧، والمستدرك ٢/ ٥٥٠، وحلية الأولياء ٢/ ٢٥٨،
(٧) (سمعت الشعر رجزه وهزجه وقريظه ومحمسه ما سمعت شيئا)، ساقط من أ، وما بعدها: من مثل.
(٨) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢/ ٥٥٠ مطولا، عن عكرمة عن ابن عباس، ولباب النقول ٢٢٣ - ٢٢٤.
(٩) ك وع وأ: وأدار معها. وما أثبت الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>