للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممّن صوّره في الرّحم عيسى عليه السّلام، والتّصوير يوجب التّخليق (١)، والتّخليق يحيل (٢) ولادته.

٧ - {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ:} قال الربيع بن أنس: نزلت في وفد نجران حيث قالوا للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أليس عيسى روح الله وكلمته؟ قال (٣): نعم، قالوا: حسبنا هذا، كأنّهم ذهبوا إلى [أنّ] (٤) روح الله وكلمته هو ما قدّروه نفسا لا هوتيّة وتوهّموها (٥) فعبدوها، فأنزل الله الآية (٦).

وهي في المتشابه، والمحكم قوله: {قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران:٦٤].

وقيل: نزلت في اليهود حيث أوّلوا الحروف المقطّعة على مدّة بقاء (٧) هذه الأمّة من طريق حساب الجمل (٨).

وهي أصل (٩) يرد إليه كلّ من أوّل (١٠) متشابها لابتغاء فتنة من البدعة والضّلالة (١١)، عن عائشة قالت (١٢): سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن هذه الآية فقال (١٣): (إذا رأيتم الذين يتبعون (١٤) ما تشابه منه فأولئك الذين سمّاهم الله فاحذروهم) (١٥).

وسئل محمّد بن إسحق بن خزيمة عن الكلام في الأسماء (١٦) والصفات فقال: بدعة ابتدعوها، ولم يكن أئمّة المسلمين من الصحابة والتابعين وأئمّة الدّين يتكلّمون في تلك، وكانوا ينهون عن ذلك، ويدلّون أصحابهم على الكتاب والسّنّة.

و (المحكم): ما أحكم وجهه بتشديد اللفظ وتلخيصه، فلم يترك للمتأوّل (١٧) فيه متعلق.


(١) في ب: التحليق، وبعدها: والتحليق.
(٢) في ب: تخيّل. وينظر: تفسير الطبري ٣/ ٢٢٩، والتبيان في تفسير القرآن ٢/ ٣٩٤، والكشاف ١/ ٣٣٧.
(٣) في ع: قالوا.
(٤) يقتضيها السياق.
(٥) في ك: وتهموها، والواو ساقطة.
(٦) ينظر: تفسير الطبري ٣/ ٢٤١ - ٢٤٢، والتبيان في تفسير القرآن ٢/ ٣٩٩، وتفسير البغوي ١/ ٢٧٩.
(٧) ساقطة من ب.
(٨) في ب: الجملة. وينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ١٩٠، وتفسير القرآن الكريم ٢/ ١٤، وتفسير البغوي ١/ ٢٧٩.
(٩) النسخ الثلاث: أصله، والهاء مقحمة.
(١٠) (من أول) ساقطة من ك.
(١١) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ٢٤٢.
(١٢) في ك: قال.
(١٣) في ك وع: وقال.
(١٤) في الأصل وب: يبتغون.
(١٥) ينظر: خلق أفعال العباد ٦٣، وصحيح مسلم ٤/ ٢٠٥٣، والاعتقاد ١١٨ - ١١٩.
(١٦) في ب: السماء.
(١٧) في ب: للمتناول. وينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/ ٣٧٦، وتفسير القرآن الكريم ٢/ ١٣، وتفسير البغوي ١/ ٢٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>