للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{بِالْإِيمانِ} [النّحل:١٠٦]، روي أنّ قريشا (١) كلّفوا عمّارا وأصحابه على شتم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ففعل عمّار وأصحابه، ثمّ أخبروا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فصوّبهم جميعا. وأخذ مسيلمة الكذّاب رجلين من المسلمين فقال لأحدهما: أتشهد أنّ محمّدا رسول الله؟ قال: نعم، قال: أتشهد أنّي رسول الله؟ قال: نعم، فخلّى سبيله، وقال للآخر: أتشهد أنّ محمّدا رسول الله؟ قال: نعم، قال: أتشهد أنّي رسول الله؟ قال: إنّي أصمّ، فكرّر عليه قوله مرارا والرجل يقول قوله، فأمر بضرب عنقه، ولمّا سمع ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [قال:] (٢) أمّا الأوّل فقبل رخصة الله تعالى، وأمّا الآخر فمضى على صدقه ويقينه وأخذ بفضيلة فهنيئا له. والاختيار الثّبات؛ لأنّه من عزائم الأنبياء لم يكن له رخصة في التقية قط والأخذ به أولى.

{وَيُحَذِّرُكُمُ:} ينذركم ويأمركم أن تتّقوا مقته وسخطه (٣).

٣٠ - {يَوْمَ تَجِدُ:} (يوم): نصب على الظرف لأحد الأشياء الأربعة: أحدها: الخبر الذي في (ليس)، والثاني: {الْمَصِيرُ} [آل عمران:٢٨]، والثالث: العقاب المضمر في التّحذير، والرابع: الجزاء (٤) في فحوى {يَعْلَمْهُ اللهُ} [آل عمران:٢٩] (٥).

و {ما:} في محلّ النّصب لوقوع الوجود أو الودّ عليه (٦).

و (الأمد) (٧): «الأجل والغاية» (٨)، نصب ب‍ (أنّ) (٩). والكافر إنّما يتمنّى بعد الأمد كما يتمنّى طول الأجل ولا محيص.

وإحضار الأعمال (١٠): إحضار ثوابها، وإحضارها في جوهر قابل لها كالمرآة تقبل الصّورة، أو كان العرض عينا قائمة.

٣١ - {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ:} إن كانت في شأن المؤمنين ف‍ (إن) بمعنى (إذ)، وإن كانت في شأن الكفّار ف‍ (إن) للشّرط على قضيّة زعمهم.


(١) في ك: الصحابة، وهو خطأ، وبعدها في ع: عمار، بدل (عمارا).
(٢) يقتضيها السياق. والحديث في مصنف أبي شيبة ٧/ ٦٤٢، والتفسير الكبير ٨/ ١٢ - ١٣.
(٣) ينظر: الكشاف ١/ ٣٥١.
(٤) في ك: الجر.
(٥) ينظر: التفسير الكبير ٨/ ١٥ - ١٦، والتبيان في إعراب القرآن ١/ ٢٥٢، والبحر المحيط ٢/ ٤٤٤.
(٦) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٢٠٦، والتبيان في تفسير القرآن ٢/ ٤٣٧.
(٧) في الآية نفسها: تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً.
(٨) تفسير البغوي ١/ ٢٩٣.
(٩) ينظر: إعراب القرآن ١/ ٣٦٦.
(١٠) في قوله في الآية نفسها: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً. وينظر: مجمع البيان ٢/ ٢٧٦، والتفسير الكبير ٨/ ١٦، والبحر المحيط ٢/ ٤٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>