للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {فَتَيَمَّمُوا:} جواب للشّرطين جميعا (١).

و (التّيمّم): «القصد» (٢)، والقصد لا يتمّ إلاّ بالفعل، والفعل تيمم من غير حصول الانفعال، فلذلك اكتفينا بضرب اليدين من غير رفع الصّعيد.

و (الصّعيد): «وجه الأرض» (٣) لقوله: {صَعِيداً جُرُزاً} [الكهف:٨]، و {صَعِيداً زَلَقاً} [الكهف:٤٠]. و (الطّيّب): الطّاهر (٤).

وإنّما وصف نفسه بالعفو والغفران؛ لأنّه رفع الإصر ولم يؤاخذنا بما يشقّ (٥) علينا.

٤٤ - {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ:} اتّصالها بما قبلها من حيث ما في ضمنها من النّهي عن موالاة اليهود، والتّحذير عنهم (٦).

{أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ:} أي: تنسوا السّبيل وتضيّعوه.

٤٥ - {وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ:} منكم، فهؤلاء أعداؤكم وإن أظهروا (٧) مودّة.

{وَكَفى بِاللهِ:} خبر بمعنى الأمر، وتقديره: اكتفوا بالله من وليّ (٨). و (الكافي) (٩): القائم بالحاجة. والباء في (بالله) دليل على (ما) النّفي، وقيل: للتّعجّب والمبالغة (١٠).

و {وَلِيًّا:} نصب على الحال (١١).

٤٦ - {مِنَ الَّذِينَ:} يحتمل أن تكون (من) تفسيرا وتبيينا ل‍ {الَّذِينَ أُوتُوا} [النّساء:٤٤] (١٢). ويحتمل أن تكون راجعة إلى قوله (١٣): {وَاللهُ أَعْلَمُ.} ويحتمل أن تكون (١٤)


(١) ينظر: البحر المحيط ٣/ ٢٦٩، والدر المصون ٣/ ٦٩٢.
(٢) تفسير البغوي ١/ ٤٣٥، ومجمع البيان ٣/ ٩١، والتفسير الكبير ١٠/ ١١٣.
(٣) غريب القرآن وتفسيره ١١٩، ومعاني القرآن وإعرابه ٢/ ٥٦، والعمدة في غريب القرآن ١١٢.
(٤) ينظر: مجمع البيان ٣/ ٩٤، وزاد المسير ٢/ ١٣١.
(٥) في الأصل: شق. وينظر: معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٥٦، والكشاف ١/ ٥١٥، والبحر المحيط ٣/ ٢٧١.
(٦) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٣/ ٢١٠.
(٧) في ب: ظهروا. وينظر: تفسير القرآن الكريم ٢/ ٣٣٤، وتفسير البغوي ١/ ٤٣٨، والكشاف ١/ ٥١٦.
(٨) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٥٧، وإعراب القرآن ١/ ٤٦٠، وتفسير البغوي ١/ ٤٣٨.
(٩) في ب: والكفاية. وينظر: التبيان في تفسير القرآن ٣/ ٢١١، ومجمع البيان ٣/ ٩٥.
(١٠) ينظر في توجيه الباء: التفسير الكبير ١٠/ ١١٦، والمجيد ٣٧١ - ٣٧٣ (تحقيق: د. عطية أحمد)، والبحر المحيط ٣/ ٢٧٢.
(١١) ينظر: مشكل إعراب القرآن ١/ ١٩٨، والفريد ١/ ٧٤١، والبحر المحيط ٣/ ٢٧٢.
(١٢) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٣/ ٢١٢، والكشاف ١/ ٥١٦، والبيان في غريب إعراب القرآن ١/ ٢٥٦.
(١٣) في الآية السابقة، وكذا قوله: (نصيرا) الآتي قريبا. وينظر: التبيان في إعراب القرآن ١/ ٣٦٣، والبحر المحيط ٣/ ٢٧٣، والدر المصون ٣/ ٦٩٦.
(١٤) (راجعة. . . تكون) ليس في ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>