للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دية امرأة، فشكت بنو قريظة إلى رسول الله، فقال (١) صلّى الله عليه وسلّم: أنتم وإخوانكم شرع سواء، فلم يرض بنو النّضير بحكمه وقالوا: لا نبطل رسما رسمه أوّلونا، فأنزل الله الآية (٢).

{(أَفَحُكْمَ)}: استفهام كما في قوله: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ} [آل عمران:٨٣] (٣).

{وَمَنْ أَحْسَنُ:} استفهام بمعنى النّفي (٤). والحكم يتّصف بالحسن والقبح، كالقول والرّأي.

{لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ:} يرونه حسنا ويتبيّن لهم حسنه دون المتشكّكين (٥).

٥١ - {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:} يحتمل أنّها نزلت في المنافقين، ويحتمل في المؤمنين (٦) الذين والوا الكفّار قبل النّهي، ويحتمل المؤمنين الذين كادوا أن يتّخذوا ولم يتّخذوا، روي (٧) أنّ عبادة ابن الصّامت وابن أبيّ كانا يواليان اليهود قبل النّهي (٨)، فتبرّأ منهم عبادة، ولم يتبرّأ ابن أبيّ فنزلت فيه وفي أمثاله (٩).

٥٢ - {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ:} قال عطيّة (١٠): نزلت في عبد الله بن أبيّ بن (١١) سلول، كان يتشفع لأسارى بني قينقاع فقال (١٢) صلّى الله عليه وسلّم: لا بارك الله لك فيه، فلم يبق منهم نافخ ضرمة لدعوته صلّى الله عليه وسلّم. وعن مجاهد والسدّي نزلت في جماعة من المنافقين يوالون نصارى نجران ويهود المدينة لما يرتفقون بمعاملاتهم ويرجون بنصرهم (١٣).

والفاء في (فترى) (١٤) جواب شرط مقدّر، يعني: إن نهيتهم عن الموالاة فترى. ويحتمل لتعقيب وصفهم النهي.

{يُسارِعُونَ فِيهِمْ:} في موالاتهم (١٥).


(١) ساقطة من ك، وفي الأصل: وقال.
(٢) ينظر: الكشاف ١/ ٦٤١، وزاد المسير ٢/ ٢٨٧ - ٢٨٨، والتفسير الكبير ١٢/ ١٥.
(٣) ينظر: البحر المحيط ٣/ ٥١٦.
(٤) ينظر: التبيان في إعراب القرآن ١/ ٤٤٣، والمجيد ٥٨١ (تحقيق: د. عطية أحمد).
(٥) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٢/ ١٨٠ - ١٨١، والكشاف ١/ ٦٤٢، والتبيان في إعراب القرآن ١/ ٤٤٣.
(٦) (ويحتمل في المؤمنين) ساقطة من ك.
(٧) في ع: وروي.
(٨) في ك: النبي، وهو تحريف.
(٩) ينظر: تفسير الطبري ٦/ ٣٧٢ - ٣٧٣، والبغوي ٢/ ٤٤، ومجمع البيان ٣/ ٣٥٤ - ٣٥٥.
(١٠) العوفي.
(١١) ساقطة من ع وب.
(١٢) في ك: وقال.
(١٣) ينظر: تفسير مجاهد ١/ ١٩٨ - ١٩٩، والدر المنثور ٢/ ٢٩١.
(١٤) في ب: ترى، والفاء ساقطة.
(١٥) ينظر: تفسير الطبري ٦/ ٣٧٧ - ٣٧٨، وإعراب القرآن ٢/ ٢٥، وتفسير البغوي ٢/ ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>