للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - ثمّ خاطب جميع بني آدم: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ،} والمراد به خلقه آدم عليه السّلام من الطّين المبلول بالماء (١) (١٠٢ ظ) المهيّج بالرّوح المولّد حرارة بالهيجان. والدّليل على أنّ أصل الخلقة من الطّين هو الرّجوع إلى الطّين عند فسخ البنية.

والأجل المقضيّ أجل الدّنيا، والأجل المسمّى أجل الآخرة (٢). وقيل: الأجل المقضيّ أجل اليقظة إلى النّوم، والأجل المسمّى أجل الحياة إلى الموت، وهذا كقوله: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفّاكُمْ بِاللَّيْلِ} [الأنعام:٦٠] (٣). وقيل: الأجلان واحد (٤)، والتّقدير: ثمّ قضى أجلا وذلك أجل مسمّى عنده. وقيل: الأجل المقضيّ ما جعله من قضيّة الطّبيعة، والأجل المسمّى عنده ما لا يتوصّل إلى علمه من الحوادث (٥).

(الامتراء): من المرية، وهي (٦) الشّكّ.

٤ - {وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ:} مختصّة بمن أصرّ (٧) على الكفر من قريش (٨).

٥ - {فَقَدْ كَذَّبُوا:} التّكذيب من توابع الإعراض، وإتيان (٩) العذاب من توابع التّكذيب، فلذلك دخلت الفاء (١٠).

{أَنْبؤُا:} الأخبار (١١) العظيمة، وهي العذاب، كما يقال في التّهديد: سيبلغك الخبر (١٢).

{ما كانُوا بِهِ:} بالحقّ، وهو القرآن (١٣).

٦ - (القرن): مدّة من الزّمان مختلف في مقداره (١٤). وحقيقته مدّة استقامة بقاء العالم غالبا


(١) في ب: والماء المبلول، بدل (المبلول بالماء)، وبعدها في ع: للروح، بدل (بالروح). وينظر: تفسير الطبري ٧/ ١٩٤، والتبيان في تفسير القرآن ٤/ ٧٧، وتفسير البغوي ٢/ ٨٤.
(٢) ينظر: تفسير القرآن ٢/ ٢٠٣، وتفسير الطبري ٧/ ١٩٥، وتفسير القرآن الكريم ٣/ ١٩٤.
(٣) ينظر: تفسير الطبري ٧/ ١٩٦، والبغوي ٢/ ٨٤، وزاد المسير ٣/ ٥.
(٤) في الأصل وك وب: واحدة. وينظر: تفسير الطبري ٧/ ١٩٦ - ١٩٧، والبغوي ٢/ ٨٤.
(٥) ينظر: التفسير الكبير ١٢/ ١٥٣ - ١٥٤، والبحر المحيط ٤/ ٧٦.
(٦) في ب: وهو. وينظر: غريب القرآن وتفسيره ١٣٤، وتفسير الطبري ٧/ ١٩٧، والتفسير الكبير ١٢/ ١٥٤.
(٧) في ب: أصبر، والباء مقحمة.
(٨) ينظر: تفسير القرآن الكريم ٣/ ١٩٥ - ١٩٧، وتفسير البغوي ٢/ ٨٥، وزاد المسير ٣/ ٥.
(٩) في ع: وإثبات.
(١٠) ينظر: المجيد ٧ (تحقيق: د. إبراهيم الدليمي)، والبحر المحيط ٤/ ٧٩.
(١١) النسخ الثلاث: أخبار.
(١٢) ينظر: تفسير القرآن الكريم ٣/ ١٩٧، والتفسير الكبير ١٢/ ١٥٧.
(١٣) ينظر: تفسير القرآن الكريم ٣/ ١٩٧، وتفسير البغوي ٢/ ٨٥، والكشاف ٢/ ٦.
(١٤) ينظر: تفسير البغوي ٢/ ٨٥، وزاد المسير ٣/ ٦، وتفسير القرطبي ٦/ ٣٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>