للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالغ بن عابر (١) بن شالخ بن أرفخشد ابن سام، وقيل: هو من ذرّيّة قوم آمنوا بإبراهيم عليه السّلام وهاجروا (٢) معه إلى الشّام، والله أعلم بالحقيقة.

قالوا: وولي الأمر سام بعد أبيه مئتي سنة، كان يشتو بأرض جوخى (٣) ويصيف [بأرض] (٤) الموصل، وقيل: [كان] (٥) ممرّه على شطّ دجلة من الجانب الشّرقيّ فسمّي (٦) سامراه، وهو يدعى اليوم سامرة وسرّ من رآه (٧). ثمّ توفّي سام، واستخلف على ولده وسائر النّاس ابنه أرفخشد، قيل: وهو الذي تسمّيه العجم إيران، فعمر أرض العراق عمارة تامّة واختصّها لنفسه، وبقي ثلاث مئة سنة، ثمّ توفّي، واستخلف ابنه شالخ، فولي شالخ الأمر بحسن السّيرة والعدل مئتي سنة، ثمّ توفّي، واستخلف ابن أخيه جم بن نويجهان بن أرفخشد، قالوا: وفي أيّامه تبلبلت الألسن (٨). هذه قصّة نوح بفاتحتها وخاتمتها على الإجمال والإيجاز.

وقيل: إنّ الطّوفان كان مختصّا بأرض العراق والجزيرة (٩) والحجاز، والمراد بالأرض في قوله: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ} [نوح:٢٦] هذه البلاد دون غيرها من البلدان.

٦١ - {لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ:} أي: لم يعرض لي هذا المعنى، كما يقال: ما بي (١٠) داء، وما بي آفة.

٦٢ - ونصحته ونصحت له (١١) بمعنى.

{وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ:} من أمره وحكمه.

٦٣ - {أَوَعَجِبْتُمْ:} ألف استفهام دخلت (١٢) على واو العطف، والتّقدير (١٣): أكفرتم وعجبتم (١٤). والعجب استبعاد وجه جواز الشّيء وإمكانه على سبيل اعتبار العادة (١٥).


(١) في ك: عامر.
(٢) في ب: وهاجرا، والواو ساقطة.
(٣) بالضّمّ والقصر، وقد يفتح: اسم نهر عليه كورة واسعة في سواد بغداد، ينظر: معجم ما استعجم ٢/ ٤٠٣، ومعجم البلدان ٢/ ١٧٩.
(٤) من ك.
(٥) من ب.
(٦) في ب: فسموا.
(٧) في ع: ورآه.
(٨) بعدها في ك: قالوا، وهي مقحمة.
(٩) في ع: أو الجزيرة.
(١٠) في ك: في. وينظر: التبيان في تفسير القرآن ٤/ ٤٣٧، ومجمع البيان ٤/ ٢٨٠.
(١١) في ع. آية. وينظر: تفسير البغوي ٢/ ١٦٩، والكشاف ٢/ ١١٥، وزاد المسير ٣/ ١٥٠.
(١٢) في ك: أدخلت.
(١٣) في ب: والتقديم، وهو تحريف.
(١٤) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٣٨٣، والكشاف ٢/ ١١٥، والتفسير الكبير ١٤/ ١٥٢.
(١٥) ينظر: لسان العرب ١/ ٥٨٠ (عجب).

<<  <  ج: ص:  >  >>