للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(حقّا): نصب على التّأكيد (١).

{وَرِزْقٌ كَرِيمٌ:} هو الحظّ الجميل المحمود، يعني في الآخرة إن شاء الله (٢).

٥ - {كَما:} التّشبيه لكون الأفعال لله، أي: هي لله (٣) كما كان إخراجك من بيتك إلى الله وإن كرهه فريق من المؤمنين. وقيل: التّشبيه لسؤالهم عن الأنفال واختلافهم فيها، أي:

جادلوك فيها كما كرهوا الخروج فجادلوك فيه أوّل مرّة (٤).

وإنّما كان السّبب في ذلك أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان قد خرج إلى العير، ووعدهم الله في الطّريق أحد شيئين: إمّا الظّفر بأموال العير الذي خرج قاصدا إليها، وإمّا النّصر على العدوّ (٥) عند الالتقاء، وكان الظّفر بأموال العير (٦) أقرب وأسهل على ما قدّروه، وأحبّ (٧) إليهم من لقاء العدوّ؛ لأنّهم لم يكونوا تأهّبوا للقتال كلّ التّأهّب، فلمّا سمعوا أنّ أبا سفيان أخذ طريقا آخر وأنّهم ملاقو العدوّ لا محالة كرهوا ذلك وقالوا لرسول الله: أخرجتنا قاصدين إلى العير ولم تخبرنا بلقاء العدوّ حتما، وخافوا على أنفسهم خوفا طبيعيّا، (١٣٠ ظ) وإن كانوا معتقدين بأنّ (٨) الله منجز وعده ومسلطهم بإحدى الطّائفتين لا محالة، لذكر الله تعالى حالتهم تلك على وجه الملامة ليتكلّفوا مخالفة الطّبيعة في المسارعة إلى أمره ورسوله.

{بِالْحَقِّ:} أي: بالأمر الحقّ، أو بالوعد الحقّ.

٦ - {فِي الْحَقِّ:} شأن (٩) الجهاد.

{بَعْدَ ما تَبَيَّنَ:} أي: بعد ما ظهر أنّه أمر الله، أو من بعد ما ظهر (١٠) أمر الله، أو من بعد ما ظهر (١١) أنّه لهم لا عليهم، وإنّما كان ظهر ذلك لهم بوعد الله.

{كَأَنَّما يُساقُونَ:} تشبيه لحالة خوفهم، أي: يخبتون عن الموهوم كأنّهم يحشرون، أي (١٢): يشاهدون فيه الهلاك والموت لا محالة.


(١) ينظر: الكشاف ٢/ ١٩٦، والتفسير الكبير ١٥/ ١٢١، والمجيد ٣٤٩ (تحقيق: د. إبراهيم الدليمي).
(٢) ينظر: تفسير البغوي ٢/ ٢٣٠.
(٣) ليس في ب.
(٤) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٥/ ٧٨، والتفسير الكبير ١٥/ ١٢٥.
(٥) (على العدو) ساقطة من ع.
(٦) (الذي خرج. . . العير) ساقطة من ب.
(٧) النسخ الثلاث: وأحبهم، وبعدها في ك وع: إليه بدل (إليهم).
(٨) في ع: بإذن.
(٩) في ع: بيان. وينظر: تفسير مجاهد ١/ ٢٥٨، والطبري ٩/ ٢٤٤، والقرطبي ٧/ ٣٦٩.
(١٠) بعدها في الأصل وع: أنه، وهي مقحمة.
(١١) (أمر الله أو من بعد ما ظهر) ليس في ب.
(١٢) في الأصل وك: إلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>