للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا أمكنت من ظهرك، فلا وألت» (١)، وذلك في تفسير قول الله تعالى: {مَوْئِلاً} [الكهف:٥٨].

يفسر كلمة بقول صحابي: ومنها ما جاء في تفسيره قول الله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} [النحل:٧٢] «عن ابن عباس قال: البنون: الصغار، والحفدة: ما قد أعان والده على عمله. (٢) وقال ابن مسعود: البنون: الأولاد، والحفدة: (١٨٣ و) الأختان» (٣).

٤ - يستشهد كثيرا جدّا بأقوال ابن عباس رضي الله عنهما، ولكنه كثيرا ما يذكر قوله عن طريق: الكلي عن أبي صالح عن ابن عباس، والأمثلة عليه كثيرة، منها: عند تفسيره قول الله تعالى: {وَأَضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ} [طه:٨٥]، يقول: «وروى الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس: أن السامري كان من جملة صبيان غيّبهم الآباء والأمهات مخافة أن يذبحهم فرعون، فربّتهم الملائكة، وكان جبريل هو الذي تولى تربية السامري، فكان يمص إبهام يمينه سمنا، والأخرى عسلا ولبنا، فمن ثم عرفه حين رآه، فقبض قبضة من أثره». (٤) ومن المعروف أن رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس من أضعف الروايات وأوهاها، فلا يستشهد بها.

٥ - ويستشهد بقول صحابي على معنى تدل عليه الآية: يروي عن عمر بن الخطاب قوله:

لخطيئة أصبتها بمكة أعز عليّ من سبعين خطيئة أصبتها بركبة. (٥) وذلك في معرض تفسيره قول الله تعالى: {ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} [الحج:٣٠].

٦ - يستشهد بقول صحابي على أهمية سورة: عند تفسيره قول الله تعالى: {سُورَةٌ أَنْزَلْناها} [النور:١]، يروي عن عمر بن الخطاب أنه كتب: علموا نساءكم سورة النور. (٦)

٧ - يذكر قولين متعارضين لصحابي ويوفق بينهما: ففي تفسيره قول الله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ} (٥) [السجدة:٥] يورد قولين لابن عباس في تفسير مقدار اليوم فالقول الأول هو: في يوم من أيام الدنيا، ولو سار أحد من بني آدم لم يسره في ألف سنة. (٧) والقول الثاني هو ما جاء في تفسيره قول الله تعالى {وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ} [الحج:٤٧]:

«وعن ابن أبي مليكة قال: مررت أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان على ابن عباس فسلّمنا عليه، فقال لصاحبي: من أنت؟ فانتسب له فعرفه فقال: يا أبا العباس، {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} (٤) [المعارج:٤]، أيّ يوم هذا؟ فقال:


(١) درج الدرر ٢٠٢.
(٢) ينظر: الدر المنثور ٥/ ١٣١.
(٣) درج الدرر ١٢٨.
(٤) درج الدرر ٢٥٦، وينظر: درج الدرر ٢٨٤ و ٣٧٢.
(٥) درج الدرر ٣٠٨.
(٦) درج الدرر ٣٢٩.
(٧) درج الدرر ٤٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>