للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٦ - {بَثِّي:} البث: أشد الحزن، وإنّما جمع للتأكيد.

{وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ:} من لطفه وصنعه.

٨٧ - {يا بَنِيَّ اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا:} كان يعقوب عليه السّلام غير شاك في يوسف أنه لم يأكله الذئب، ولم يقتله إخوته، ولم يقبضه ملك الموت بعلمه بأن الله سيجتبيه، ويعلمه تأويل الأحاديث، ويحقّ رؤياه، ولكنه كان يحزن لفقده، فلذلك أمر بنيه أن يتحسسوا من أمره، وإنّما أمر الذين غيبوه لأنه (١) لا يجد غيرهم، أو لأنه كان قد أحس بشيء من ندامتهم. والتحسس:

طلب الأخبار بالحس. ابن عباس: التحسس والتجسس مقاربان إلا أن (٢) الحاء (٣) في الخير، وبالجيم في الشر. (٤)

{مِنْ رَوْحِ اللهِ:} الرّوح: الرحمة، والراحة، والفرح.

٨٨ - {بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ:} من متاع البادية، وهو الصوف والسمن والأقط، عن عبد الله بن الحارث. (٥) والصنوبر (٦)، والحنة الخضراء، عن أبي صالح. (٧) والغرائر، والحبال، عن (٨) ابن زيد. (٩) والمزجاة: القليلة اليسيرة التي يتبلغ بها، ويزجى بها (١٠) العيش، ولا يدخر. وقيل: وهي التي لا تصلح إلا للنقل من يد إلى يد، فهي تصرف إلى الوجوه، ولا تمسك، ولا تكنز.

{تَصَدَّقْ عَلَيْنا:} قيل: المحاباة في البيع. (١١) وقيل: الصدقة الظاهرة؛ لأن الصدقة لم تكن محرمة إلا على آل نبينا، ولو كانت محرمة (١٢) على آل إبراهيم، لحرمت على ربيعة ومضر، ولو


(١) ع: لأنهم.
(٢) ك: بأن.
(٣) أ: بالحاء.
(٤) ينظر: الغريبين ٢/ ٤٤١ من غير نسبة.
(٥) ينظر: تفسير الطبري ٧/ ٢٨٦، وتفسير الخازن ٢/ ٥٥٢، والدر المنثور ٤/ ٥٧٦. هو أبو محمد عبد الله بن الحارث بن نوفل، ابن عم النبي عليه السّلام، يلقب ب‍ (ببّة)، تابعي، توفي سنة أربع وثمانين، وقيل غير ذلك. ينظر: نسب قريش ٣٠ و ٣١، ومولد العلماء ووفياتهم ١/ ٢٠٩، والعقد الثمين ٥/ ١٢٨.
(٦) أ: الصنوبه.
(٧) ينظر: تفسير الطبري ٧/ ٢٨٦، وتفسير ابن كثير ٤/ ٤٠٧، وتفسير الخازن ٢/ ٥٥٢، والدر المنثور ٤/ ٥٧٦.
(٨) (بن الحارث. والصنوبر،. . . والغرائر، والحبال، عن) ساقطة من ك.
(٩) ينظر: تفسير الطبري ٧/ ٢٨٦، وتفسير ابن كثير ٤/ ٤٠٧، وتفسير الخازن ٢/ ٥٥٢، وتفسير القرطبي ٩/ ٢٥٣ عن ابن عباس. وابن زيد هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، مولى عمر بن الخطاب، توفي سنة ٨٢ هـ‍. ينظر: التاريخ الكبير للبخاري ٥/ ٢٨٤، وطبقات المفسرين للداودي ١/ ٢٧١، ونيل السائرين ٢٢.
(١٠) الأصول المخطوطة: به.
(١١) تفسير البيضاوي ٣/ ١٧٥
(١٢) (إلا على آل نبينا، ولو كانت محرمة)، ساقطة من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>