وأما رواية أحمد في مسنده ١/ ٤٦١ من حديث ابن مسعود فسنده ضعيف فيه حديج بن معاوية يصلح حديثه للاعتبار فقط وفيه عنعنة أبي إسحاق وهو مدلس، ومتنه مضطرب يجمع أخباراً تتصل بالهجرة الثانية فيجعلها في الهجرة الأولى. وظاهره أنا أبا موسى هاجر من مكة إلى الحبشة مما يخالف ما في الصحيحين. وقد حسن ابن كثير وابن حجر إسناد هذا الحديث. (السيرة النبوية لابن كثير ٢/ ١١ وفتح الباري لابن حجر ٧/ ١٨٩) وكذلك فإن سياق حديث أبي موسى الأشعري في مصنف ابن أبي شيبة ١٤/ ٣٤٦ - ٣٤٨ إسناده ضعيف لعنعنة أبي إسحاق السبيعي وإن صححه الحاكم والذهبي والبيهقي (المستدرك ٢/ ٣٠٩ - ٣١٠ ودلائل البيهقي ٢/ ٢٩٩ - ٣٠٠) وهو مخالف لما في الصحيحين ظاهره يدل على هجرة أبي موسى الأشعري من مكة في الهجرة الأولى إلى الحبشة. وقد بين ابن كثير غرابة كلام ابن إسحاق وأنه لا يلتفت إليه (ابن كثير: السيرة النبوية ٢/ ٩، ١/ ٢٤٨). وقد سبقه إلى ذلك ابن حزم (جوامع السيرة ٨٥) وابن سيد الناس (عيون الأثر ١/ ١١٨) ولعل الواقدي هو أول من انتبه لهذا الأمر (زاد المعاد ٣/ ٢٨ والدرر لابن عبد البر ٥٢. ط شوقي). (٢) المائدة ٨٢ - ٨٣. وأنظر الرواية في تفسير الطبري ٧/ ٣ بإسناد صحيح وقارن برواية البزار في كشف الأستار ٢/ ٢٩٧ بإسناد ضعيف فيه عمير بن إسحق مقبول، وفيه إسلام عمرو بن العاص بالحبشة مبكراً وهو مخالف للمحفوظ.