للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نظام المؤاخاة في عهد النبوة]

اعتبر الإسلام المؤمنين كلهم أخوة فقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وأوجب عليهم الموالاة لبعضهم والتناصر في الحق بينهم، لكن موضوع هذا البحث هو المؤاخاة الخاصة التي شرعت وترتبت عليها حقوق وواجبات أخص من الحقوق والواجبات العامة بين المؤمنين كافة.

ويشير البلاذري إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين المسلمين في مكة قبل الهجرة على الحق والمواساة. فآخى بين حمزة وزيد بن حارثة، وبين أبي بكر وعمر، وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، وبين الزبير بن العوام وعبد الله بن مسعود، وبين عبيدة بن الحارث وبلال الحبشي، وبين مصعب بن عمير وسعد ابن أبي وقاص، وبين أبي عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة، وبين سعيد ابن زيد بن عمرو بن نفيل وطلحة بن عبيد الله، وبينه وبين علي بن أبي طالب (١).

ويعتبر البلاذري (ت ٢٧٦ هـ) أقدم من أشار إلى المؤاخاة المكية، وقد تابعه في ذلك ابن عبد البر (ت ٤٦٣ هـ) دون أن يصرح بالنقل عنه (٢)، كما تابعهما ابن سيد الناس دون التصريح بالنقل عن أحدهما (٣). وقد أخرج الحاكم في المستدرك من طريق جميع بن عمير عن ابن عمر: "آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عبد الرحمن بن عوف وعثمان".

وأخرج الحاكم وابن عبد البر بسند حسن عن أبي الشعثاء عن ابن عباس (آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين الزبير وابن مسعود) (٤).


(١) البلاذري أنساب الأشراف ١/ ٢٧٠.
(٢) الدرر في اختصار المغازي والسير ١٠٠.
(٣) عيون الأثر ١/ ١٩٩.
(٤) ابن حجر: فتح الباري ٧/ ٢٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>