للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الظالم ورد الفضول على أهلها، وقد سمى الحلف بحلف الفضول. وإنما ورد في الحديث باسم حلف المطيبين لأن العشائر التي عقدت حلف المطيبين هي التي عقدت حلف الفضول، وحلف المطيبين جرى قديماً بعد وفاة قصي وتنازع بني عبد مناف مع بني عبد الدار على الرفادة والسقاية بمكة (١).

ومما يدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم صرَّح في بعض هذه النصوص بأنه لم يشهد للمشركين سوى حلف واحد.

ثم أن حلف المطيبين القديم لا يحمل من معاني الانتصار للعدالة مثل حلف الفضول الذي شارك فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يومذاك في العشرين من عمره (٢).

ولا شك أن العدل قيمة مطلقة وليست نسبية، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم يظهر اعتزازه بالمشاركة في تعزيز مبدأ العدل قبل بعثته بعقدين، فالقيم الإيجابية تستحق الإشادة بها حتى لو صدرت من أهل الجاهلية.

[زواجه من خديجة]

تشير روايات ضعيفة - بل معظمها واه - إلى تفاصيل تتعلق بزواج الرسول من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي تحدد بداية التعارف بينهما عن طريق عمل الرسول صلى الله عليه وسلم في تجارة خديجة، التي كانت ثرية تضارب بأموالها وقد ذهب بتجارتها إلى جرش مرتين (٣) - قرب خميس مشيط (٤) وكانت تابعة لليمن


(١) البيهقي: السنن الكبرى ٦/ ٣٦٧ وانظر المعارف لابن قتيبة ٦٠٤.
(٢) ذكر ذلك في تاريخ سنة عندما وقعت حرب الفجار بين كنانة (ومعها قريش) وقيس عيلان وكان حلف الفضول منصرف قريش من الفجار (سيرة ابن هشام ١/ ١٨٦وانظر الذهبي: السيرة النبوية ٣٠).
(٣) مستدرك الحاكم ٣/ ١٨٢ وصححه وأقره الذهبي، وفيه تدليس أبي الزبير وقد عنعن فالسند ضعيف.
(٤) معجم المعالم الجغرافية في السيرة ٨١ - ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>