للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن فِهر بن مالك بن النَّضْر بن كِنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضَر بن نِزار بن معدّ بن عدنان" (١).

وأما أُمُّه آمنةُ بنت وَهْب فإنها من بني زُهرة.

وقد أقر أبو سفيان أمام هرقل بعلّو نسب النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله: "كيف نسبه فيكم؟ فأجاب أبو سفيان: هو فينا ذو نسب. فقال هرقل: فكذلك الرسل تُبعث في نسب قومها" (٢).

[حفر زمزم]

وقد تعددت مآثر عشيرة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، فكان قُصي -جد هاشم، وهاشم جد والد النبي عبد الله- أبرزَ رجالات قريش في عصره، وهو الذي نظم إدارة مكة عن طريق استحداث دار الندوة التي يعقد فيها ملأ قريش اجتماعاتهم، كما أنه وزع الرِّفادة والسِّقاية والحج واللواء بين عشائر قريش.

وقد حافظت العشيرة على مكانتها زمن عبد المطلب الذي اشتهر بحفر بئر زمزم التي بقيت قرونًا عديدة تمثل أهم عيون المياه بمكة ومصدر معلوماتنا عن قصة حفر زمزم هو الصحابي الجليل علي بن أبي طالب، ويبدو أن الرواية كانت معروفة مشهورة لقرب العهد بها، ولعل عليًا سمعها من أبيه الذي سمعها بدوره من عبد المطلب، وأما طريق نقل الرواية فهو سند حسن إلى علي (رضي الله عنه) من رواية ابن إسحاق مصرحًا بالسماع.

وخلاصة ما حكاه عبد المطلب أنه رأى رؤيا منامية في أربع ليال، يأمره آتٍ بحفر البئر دون أن يحدد موقعها وفي المرة الرابعة حدّد له موقع البئر وصرح باسمها "زمزم". فحفر عبد المطلب في موقعها وكشف عن الماء، فنازعته قريش


(١) صحيح البخاري ٤/ ٢٣٨ في ترجمة باب مبعث النبي من كتاب مناقب الأنصار بدون إسناد وخليفة بن خياط: الطبقات ٣.
(٢) صحيح البخاري (فتح الباري ١/ ٣١ - ٣٢) كتاب بدء الوحي.

<<  <  ج: ص:  >  >>