للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[غزوة حنين]

هوازن قبيلة عربية مشهورة من عرب الشمال، فهي مضرية عدنانية تفرعت منها فروع كثيرة منها ثقيف، وقد استقرت ثقيف في مدينة الطائف الحصينة وما حولها، في حين انتشرت بطون هوازن الأخرى في تهامة على ساحل البحر الأحمر من حدود بلاد الشام الجنوبية إلى حدود اليمن الشمالية (١).

وفي ديار ثقيف كانت تقام أسواق العرب في الجاهلية منها سوق عكاظ الشهير بين نخلة والطائف، حيث تتم البيوع والمقايضات التجارية، وتعقد الندوات الأدبية والشعرية، ومنها سوق ذي المجاز قرب عرفت على بعد فرسخ منها من جهة الطائف، وسوق مَجَنَّة بمر الظهران التي تبعد عن الطائف، وتقرب من مكة (٢).

ولا شك أن الثقفيين كانوا يستفيدون فوائد عظيمة من أسواق العرب هذه سواء في تجارتهم وتصريف نتاجهم الزراعي حيث يمتلكون بساتين الأعناب والرمان والخضراوات. أو في رقيهم الأدبي وتفتح مداركهم حيث التلاقح الثقافي في هذه اللقاءات الموسمية المنظمة، وحيث يقومون بالوساطة في التجارة الخارجية بين الشام واليمن من ناحية وسكان البوادي من ناحية أخرى.

وقد تشابكت مصالح ثقيف وهوازن مع مصالح قريش تشابكاً وثيقاً بحكم الجوار. فمكة والطائف قريبتان من بعضهما بينهما تسعون كيلا فقط، وكان القرشيون يصطافون بالطائف، ويمتلكون فيها البساتين والدور حتى سميت الطائف "بستان قريش" (٣)، وقد وطَّد هذه العلاقات ما كان بين قريش وهوازن


(١) ياقوت: معجم البلدان ٢/ ١٧٣، ٣/ ٢٠٤، ٤/ ٢١٦ - ٢١٧، ٥/ ٥٥، ٢١٦ - ٢٦٢، والحربي: كتاب المناسك ص ٥٣٢ - ٥٣٨، والبلادي: نسب حرب ص ٣٤٩ - ٣٥٠.
(٢) نفس المصادر السابقة.
(٣) اشتهر في السيرة عتبة وشيبة ابني ربيعة القرشين، والوهط بستان عمرو بن العاص، وذو الهرم مال أبي سفيان (معجم البلدان ٥/ ٣٨٦ ومغازي الواقدي ٣/ ٩٧١؛ وسيرة ابن هشام ١/ ٧٠٩)، وأخبار مكة للأزرقي, ص ٧٠؛ والبلاذري: فتوح, ص ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>