للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من صلات نسبية قديمة توثقها المصاهرات المتجددة فكلاهما من مضر الذي هو الجد السادس لهوازن والسابع أو الخامس لقريش تبعاً لاختلاف النسابين (١).

وإن نظرة إلى كتب معرفة الصحابة يمكن أن توضح تشابك العلاقات بين قريش وهوازن نتيجة المصاهرات الكثيرة بين القبيلتين (٢). ولتوثيق هذه الصلات نجد أن عروة بن مسعود الثقفي كان رسولا لقريش إلى المسلمين في الحديبية (٣).

فلا غرابة وقد تشابكت علاقة قريش وهوازن بهذا الوثوق أن تقف هوازن مع قريش في صراعها ضد المسلمين منذ المرحلة المكية، وأن يئول إليها حمل الراية ضد الإسلام بعد فتح مكة لتملأ الفراغ إثر سقوط زعامة قريش لمعسكر الشرك في الجزيرة العربية.

فمنذ أن لجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثقيف في الطائف يدعوهم بدعوة الإسلام، ثم يطلب منهم بعد رفضهم دعوته أن يكتموا ذلك، أبوا إلا أن يظهروا العداء الصريح وأمروا صبيانهم فرشقوه بالحجارة .. إن قريشا وهوازن أمرهم واحد، فمن خرج على قريش ودينها ومصالحها فقد خرج على دين هوازن وهدد مصالحها.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرك أهمية إسلام ثقيف، لمكانتها العسكرية والاقتصادية، ولعلاقاتها الوثيقة بقريش، وقد سعى إلى دعوة زعمائها للإسلام حتى بعد إخفاق رحلته إلى ثقيف، فالتقى بالعقبة وهو يعرض نفسه على زعماء


(١) ابن هشام: السيرة ١/ ١: ٩٣؛ وابن سعد: الطبقات ١/ ٥٥؛ وابن قتيبة: المعارف ص ٣١، ٥١؛ والطبري: تاريخ ٢/ ٢٦٢، والنويري: نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص ٣٩٧.
(٢) راجع في كتب معرفة الصحابة والأنساب ترجمة ميمونة بنت الحارث، ولبابة الكبرى بنت الحارث، ولبابة الصغرى بنت الحارث، وصفية بنت حزن، وأم جميل بنت مجالد الهلالية، وزينب بنت أبي سفيان، وأم الحكم بنت أبي سفيان.
(٣) صحيح البخاري ٣/ ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>