للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عام الوفود]

سمى العام التاسع بعام الوفود، حيث ابتدأت وفود القبائل العربية تقدم من أنحاء الجزيرة العربية معلنة دخولها في الإسلام منذ رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة في أواخر سنة ثمان، فقد "كانت العرب تلوم بإسلامها الفتح" فلما كان الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، ويعتبر طبقات ابن سعد أوسع المصادر جمعاً لأخبار تلك الوفود (١)، وقد بلغ مجموع ما ذكرته المصادر أكثر من ستين وفداً (٢).

وقد ساقت المصادر أخبار هذه الوفود دون أسانيد في الغالب، وأقدم من تكلم عنها بتفصيل ابن إسحق ولم يبين مصادر معلوماته وأسانيد مروياته إلا نادراً (٣)، وهذه الروايات النادرة إنما هي مراسيل الزهري وعبد الله بن أبي بكر والحسن البصري سوى خبر ضمام بن ثعلبة وافدا فقد أسنده إلى ابن عباس وفيه محمد بن الوليد بن نويفع مقبول ولم يتابع فتضعف الرواية لأجله. والوفود التي ساق ابن إسحق أخبارها هي وفد تميم ووفد بني عامر ووفد بني سعد بن بكر ووفد عبد القيس ووفد بني حنيفة ووفد طيء ووفد بني زبيد ووفد كندة ووفد ملوك حمير، ووفد بني الحارث بن كعب ووفد همدان، ووفد عدي بن حاتم ووفد فروة ابن مسيك المرادي، ووفد صرد بن عبد الله الأزدي ووفد فروة بن عمرو الجذامي ويلاحظ أنه يكثر من سرد الأشعار ضمن الأخبار.

وأما ابن سعد (٤) فقد فصل كثيراً واستقصى في جمع المعلومات عن الوفود ولكن معظم رواياته من طريق الواقدي وهشام الكلبي وكلاهما متروك وبقيتها إلا القليل جدا من طريق على بن محمد المدائني وهو صدوق، ولكن سائر الأسانيد


(١) أشار الحافظ ابن حجر إلى ذلك ولكنه بين إغفاله ذكر وفد هوازن من بينها.
(٢) سيرة ابن هشام ٤/ ٢٢١ - ٢٢٢.
وفتح الباري ٨/ ٨٣.
(٣) سيرة ابن هشام ٤/ ٢٣٥، ٢٤١، ٢٤٢، ٢٥٤،٢٦٠.
(٤) الطبقات الكبرى ١/ ٢٩١ - ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>