للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي أوردها ابن سعد لا تخلو من مطعن في ضعف الرواة أو الإرسال. والقليل جدا (بضع روايات) عن عفان بن مسلم وعارم بن الفضل الدوسي. وهما ثقتان من شيوخ البخاري.

ورغم عدم ثبوت هذه الأخبار المفصلة التي ساقها المؤرخون عن الوفود بالنقل الصحيح المعتمد عند المحدثين، فإن خبر قدوم بعض هذه الوفود ثابت بالروايات الصحيحة (١)، وكذلك بعض الأخبار المتعلقة بهم، فقد ذكر الإمام البخاري قدوم وفد تميم، كما حكت سورة الحجرات بعض ما صدر منهم من الأعمال المتسمة بجفاء الطبع وقلة الذوق حيث نادوا الرسول عليه الصلاة والسلام بصوت عال من خارج حجرته دون أن يستأذنوا عليه (٢)، ولا شك أن سورة الحجرات نزلت لتعليم المسلمين جميعا بهذه المناسبة أدب مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستئذان عليه.

كما ذكر البخاري قدوم وفد عبد القيس، ووفد بني حنيفة وفيهم مسيلمة الكذاب، وأنه اشترط لإسلامه أن يكون له الأمر بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له إنه لو سأله قطعة جريد ما أعطاه، وأشار إلى ما سيكون منه من فتنة!!، وذكر وفد نجران وفيهم العاقب والسيد حاكما نجران، وقد دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأبوا فدعاهم إلى المباهلة لما نزلت آية المباهلة {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٥٩) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (٦٠) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا


(١) فتح الباري ٨/ ٨٣ - ١٠٣ وابن كثير: البداية والنهاية ٥/ ٤٠ - ٩٨ ومعظم رواياته عن ابن إسحق والواقدي والبيهقي.
(٢) الطبري: تفسير ٢٦/ ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>