للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فتح مكة]

لقد ارتكبت قريش خطأ فادحاً عندما أعانت بالخيل والسلاح والرجال حلفاءها بني بكر على خزاعة حليفة المسلمين، فأوقعوا بها الخسائر على ماء بأرض خزاعة يدعى الوتير، فاستنجدت خزاعة بالمسلمين، وقدم عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة فأنشد أبياتا من الشعر أمام الرسول صلى الله عليه وسلم يستنصره، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "نصرت يا عمرو بن سالم" (١).

ويذكر ابن إسحاق أن بني بكر ألجأوا خزاعة إلى الحرم وقاتلوها فيه (٢)، ويذكر الواقدي أن قتلى خزاعة بلغوا عشرين رجلا (٣). وقد أوضح موسى بن عقبة أن الذين أعانوا بكرا على خزاعة من زعماء قريش فيهم صفوان بن أمية، وشيبة بن عثمان، وسهيل بن عمرو، ويذكر أن الإعانة كانت بالسلاح والرقيق (٤).

وتصرف قريش هذا نقض صريح لمعاهدة الحديبية، وعدوان سافر على حلفاء المسلمين، وقد أدركت قريش خطورة الموقف، وتشير بعض الروايات إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل إلى قريش يخيرهم بين دفع دية قتلى خزاعة أو البراءة من حلف بكر أو القتال فاختارت القتال، ثم ندمت وأرسلت أبا سفيان إلى المدينة يطلب تجديد المعاهدة، لكنه فشل في الحصول على وعد بتجديد المعاهدة (٥).


(١) ابن كثير: البداية والنهاية ٤/ ٢٧٨ من طريق ابن إسحق بإسناد حسن لذاته وقد صرح ابن إسحق بالتحديث وله شاهد ضعيف في الطبراني: المعجم الصغير ٢/ ٧٣ لضعف يحيى بن سليمان الخزاعي وشاهد آخر في مسند أبي يعلى الموصلي ٤/ ٤٠٠ وفي سنده حزام بن هشام الخزاعي شيخ محله الصدق وأبوه تابعي مجهول الحال وقد وثقهما ابن حبان (الهيثمي: مجمع الزوائد ٦/ ١٦٢).
(٢) السيرة النبوية ٢/ ٣٨٩ بدون إسناد.
(٣) الواقدي: المغازي ٢/ ٧٨٤ بإسناد ضعيف جدا.
(٤) ابن كثير: البداية والنهاية ٤/ ٢٨١ من رواية موسى بن عقبة بدون إسناد.
(٥) ابن حجر: المطالب العالية ٤/ ٢٤٣ من مرسل محمد بن عباد بن جعفر بإسناد إليه صحيح. وفتح الباري ٨/ ٦ من رواية محمد بن عائذ الدمشقي من حديث ابن عمر وقارن بابن كثير: البداية والنهاية ٤/ ٢٨١ والواقدي: المغازي ٢/ ٧٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>