للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[غزوة أحد]

عرفت هذه الغزوة باسم الجبل الذي وقعت عنده، ويقع في شمال المدينة وكان يرتفع ١٢٨ مترا أما الآن فيرتفع ١٢١ مترا فقط بسبب عوامل التعرية، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة أكيال ونصف الكيل (١) بدءا من باب المجيدي أحد أبواب المسجد النبوي، ويتكون أحد من صخور جرانيتية حمراء وله رءوس متعددة، ويقابله من جهة الجنوب جبل صغير يسمى "عينين" وهو الذي عرف بعد المعركة بجبل الرماة، وبين الجبلين واد عرف بوادي قناة.

وقد وقعت هذه المعركة نتيجة هجوم شنته قريش على المدينة ولم يمر على غزوة بدر سوى سنة واحدة وشهر، واستهدفت الثأر لقتلاها ببدر، وإنقاذ طرق التجارة إلى الشام من سيطرة المسلمين واستعادة مكانتها عند العرب بعد أن زعزعتها موقعة بدر. وقد اتفق كتاب السيرة على أن أحد كانت في شوال في السنة الثالثة من الهجرة، واختلفوا في اليوم الذي وقعت فيه، وأشهر الأقوال أنها في يوم السبت للنصف من شوال (٢).

وقد ذكر ابن إسحق عن جمع من شيوخه أن قريشا أعدت لغزوة أحد منذ هزيمتها ببدر حيث خصصت القافلة التجارية التي نجت (٣) أو أرباحها (٤) لتجهيز جيشها. ويذكر ابن إسحق أنهم أخرجوا معهم ثماني نسوة سماهن في حين يذكر الواقدي أنهن أربع عشرة سماهن (٥). وبلغ عدد جيش قريش ثلاثة آلاف رجل


(١) الكيل مصطلح أطلقه المجمع العلمي بدمشق على الكيلو متر. وانظر عن تقدير المسافة (العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر ص ١٢) وهو: عبد القدوس الأنصاري: آثار المدينة المنورة ١٩٧.
(٢) روى ذلك خليفة بن خياط بإسناد فيه مجهول عن الزهري ويزيد بن رومان (تاريخ خليفة ٩٧) والطبري - بإسناد فيه حسين عبد الله الهاشمي وهو ضعيف - عن عكرمة (تفسير الطبري ٧/ ٣٩٩) وهو أصح ما في الباب على ضعفه.
(٣) سيرة ابن هشام ٣/ ١ وشيوخ ابن إسحق فيهم الثقات والضعفاء وقد جمع كلامهم ولم يميزه وبعضهم من صغار التابعين فروايتهم مرسلة ضعيفة ولكن في مثل هذا الخبر يتساهل عادة.
(٤) الواقدي: المغازي ١/ ٢٠٠.
(٥) سيرة ابن هشام ٣/ ٦ دون إسناد ومغازي الواقدي ١٥٨ وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>