للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[غزوة بني المصطلق (المريسيع)]

بنو المصطلق بطن من قبيلة خزاعة الأزدية اليمانية (١)، وكانوا يسكنون قديداً (٢) وعسفان (٣) على الطريق من المدينة إلى مكة، فقديد تبعد عن مكة ١٢٠ كيلاً، وعسفان تبعد ٨٠ كيلاً، فيكون بينهما أربعون كيلاً. في حين تنتشر ديار خزاعة على الطريق من المدينة إلى مكة ما بين مر الظهران التي تبعد عن مكة ٣٠ كيلاً وبين الأبواء (شرق مستورة بثلاث أكيال) (٤) التي تبعد عن مكة ٢٤٠ كيلاً (٥)، وبذلك يتوسط بنو المصطلق ديار خزاعة، وموقعهم مهم بالنسبة للصراع بين المسلمين وقريش وقد عرفت خزاعة بموقفها المسالم للمسلمين، وربما كان لصلات النسب والمصالح مع الأنصار تأثير في تحسين العلاقات (٦)، رغم المحالفات القديمة بينها وبين قريش ذات المصالح الكبرى في الطريق التجارية إلى الشام، ورغم سيادة الشرك في ديار خزاعة حيث كانت هضبة المشلل التي كانت بها "مناة" في قديد. ورغم أن ديارها كانت أقرب إلى مكة منها إلى المدينة.


(١) القلشندي: قلائد الجمان ٩٣ وانظر التقاء نسبهم مع الأنصار (الأوس والخزرج) في عمرو بن عامر وهو الجد الثاني للأوس والخزرج والرابع للمصطلق (طبقات بن خياط ص ٧٦، ١٠٧).
(٢) الحربي: كتاب المناسب ٤٥٨ - ٤٦٠.
(٣) الحربي: كتاب المناسك ٤٦٣.
(٤) عبد الله آل بسام: تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ١/ ٥٨٤.
(٥) إبراهيم القريبي: مرويات غزوة المصطلق ٥٤ - ٥٨.
(٦) راجع موقف معبد الخزاعي في نصحه لقريش بعدم العودة لمهاجمة المدينة بعد غزوة أحد ص ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>