للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعل هذه العوامل أعاقت - في نفس الوقت - انتشار الإسلام في خزاعة عامة وبني المصطلق خاصة الذي يستفيدون إلى جانب الموقع التجاري بوجود مناة الطاغية في ديارهم معنوياً ومادياً حيث يحج إليها العرب.

وأول موقف عدائي لبني المصطلق من الإسلام كان في إسهامهم ضمن الأحابيش في جيش قريش في غزوة أحد (١).

وقد تجرأت بنو المصطلق على المسلمين نتيجة لغزوة أحد كما تجرأت القبائل الأخرى المحيطة بالمدينة (٢)، ولعلها كانت تخشى انتقام المسلمين منها لدورها في غزوة أحد، وكذلك كانت ترغب في أن يبقى الطريق التجاري مفتوحاً أمام قريش لا يهدده أحد لما في ذلك من مصالح لها محققة فكانت - بزعامة الحارث ابن أبي ضرار - تتهيأ للأمر بجمع الرجال والسلاح وتأليب القبائل المجاورة ضد المسلمين.

وقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم بريدة بن الحصيب الأسلمي للاطلاع على أحوالهم، فأظهر أنه جاء لعونهم وعرف نيتهم في الهجوم على المدينة فعاد وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بما يبيتون (٣).


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ٦١ ومغازي الواقدي ١/ ٢٠٠.
(٢) انظر ص ٨٧.
(٣) طبقات ابن سعد ٢/ ٦٣ وقد جمع الأسانيد في أول الكتاب وفي أول هذه المجلدة وأحال عليها في هذه الصفحة بلفظ "قالوا" وهي من طريق الواقدي وأبي معشر السندي وموسى بن عقبة، دخل حديث بعضهم في حديث بعض. ومثل هذا الجمع للأسانيد معيب لاختلاط كلام الضعفاء والثقات ببعضه وصعوبه تخليصه.
ومغازي الواقدي ١/ ٤٠٤ - ٤٠٥.
وشرح المواهب اللدنية ٢/ ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>