للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الرواية منكرة سندًا ومتنًا، ومن يقرأ الروايات المختلفة عنها يدرك مدى الاختلاف والاضطراب في سوقها سواء في تعيين المرأة، إذ مرة هي خثعمية وأخرى أسدية قرشية اسمها قتيلة، وثالثة عدوية اسمها ليلى، وكذلك في صفة عبد الله عندما التقته فمرة هو مطيَّن الثياب وأخرى هو في زينته (١)!! ومثل هذا الاختلاق ينبغي أن يطرح من دراسات السيرة الجادة.

[وفاة عبد الله]

ولم يرَ الرسول صلى الله عليه وسلم أباه، فقد مات في المدينة عند أخواله بني عدي بن النجار، وكان في مهمة تجارية فمرض عند العودة ومات فدفن هناك. ولم ترد رواية صحيحة في حادثة وفاته، إذ كل ما ورد عنها ضعيف ضعفًا شديدًا أو مرسل ضعيف وأقوى ما ورد قول الزهري مرسلًا: "بعثَ عبدُ المطلب عبدَ الله بن عبد المطلب يمتار له تمرًا من يثرب، فتوفى عبد الله بها، وولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان في حجر عبد المطلب" (٢).

ويتفق مع قول الزهري حديث يرويه قيس بن مخرمة وهو صحابي ذكر ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:"توفى أبوه وأمه حبلى به" (٣).


(١) ابن إسحاق: السير والمغازي ٤٤ مرسلًا وعنه البيهقي: الدلائل ١/ ١٠٥ - ١٠٦ وابن سعد: الطبقات الكبرى ١/ ٩٥ - ٩٦ بواسطة الواقدي وهشام الكلبي وكلاهما متروك و ١/ ٩٧ بواسطة أبي يزيد المدني مرسلًا وإن صح السند إليه. والطبري: تاريخ ٢/ ٢٤٤ - ٢٤٦ بإسناد ضعيف فيه تدليس ابن جريج، وتدليسه معيب، وفيه محمد بن عمارة القرشي لم أقف له على ترجمة وفيه مسلم الزنجي صدوق كثير الأوهام.
وأبو نعيم؛ الدلائل ١/ ١٠٧ - ١٠٨ بإسناد ضعيف لضعف رواية مسلمة بن علقمة عن داود ابن أبي هند ولأن عبد الباقي بن قانع كثير الأوهام يصر على الخطأ و ١/ ١٦٢ - ١٦٤ من طريقين مدراهما على (محمد بن عبد العزيز عن أبيه) ومحمد منكر الحديث، وأبوه مجهول.
(٢) مصنف عبد الرزاق ٥/ ٣١٧ بإسناد صحيح إلى الزهري لكن الخبر مرسل.
(٣) مستدرك الحاكم ٢/ ٦٠٥ وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي مع أن في إسناده صدقة بن سابق والمطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة لم يخرج لهما مسلم شيئًا ولم يوثقهما سوى ابن حبان وهو متساهل في التوثيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>