للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأمراء]

أتاح صلح الحديبية الفرصة لتوسيع نطاق الدعوة إلى الإسلام داخل الجزيرة العربية وخارجها، حيث أرسل النبي صلى الله عليه وسلم دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر، وعبدالله بن حذافة السهمي إلى كسرى، وعمرو بن أمية الضمري إلى نجاشي الحيشة، وحاطب بن أبي بلتعة اللخمي إلى المقوقس حاكم مصر، وسليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن علي الحنفي في اليمامة (١).

وقد أرَّخ الواقدي والطبري إرسال هؤلاء الرسل في ذي الحجة سنة ٦ هـ (٢)، وأرخ ابن سعد ذلك في محرم من العام السابع (٣) وتابعه ابن القيم (٤). كما أرخ ابن سعد لرسالة كسرى قبل ليلة الثلاثاء لعشر مضين من جمادي الأولى سنة سبع التي قتل فيها كسرى (٥). وقد ذكر البخاري رسالة كسرى في أعقاب غزوة تبوك في العام التاسع الهجري (٦)، لكن من الواضح أن البخاري لم يراع عنصر الزمن


(١) و (٢) تاريخ الطبري ٢/ ٢٢٨ (ط. مصر). وسيرة ابن هشام ٤/ ٢٧٩ ويضيف بعث عمرو ابن العاص إلى جيفر وعباد ابني الجُلندي وسند ابن هشام منقطع وبينه وبين راويه مجهول وراويه هو أبو بكر الهذلي أخباري متروك الحديث (تقريب ٢/ ٤٠١) وطبقات ابن سعد ١/ ٢٥٨ (ط. بيروت) من رواية الواقدي. بأسانيده إلى أربعة من الصحابة. لكن الواقدي متروك عند المحدثين. ومعظم أخبار الرسل ساقها ابن سعد من هذه الطريق، وقد ألف بين الروايات وجمع كلام الصحابة الأربعة وأدخل بعضه في بعض وساقه مساقاً واحداً. وساق ابن سعد بعض أخبار إرسال بقية الرسل والكتب من طريق هشام الكلبي وهو ضعيف وعلي بن محمد المدائني وهو صدوق (سير أعلام النبلاء ١٠/ ٤٠٠) لكن ما ساقه عنه لا يخلو من مطعن كالإرسال وغيره.
(٣) ابن سعد: طبقات ١/ ٢: ١٥
(٤) زاد المعاد ١/ ٣٠ وذكر ابن حجر أنه قول الواقدي (فتح الباري ١/ ٣٨) ونسب ابن حجر إلى تاريخ خليفة أنه أرخ للرسل سنة خمس وغلّطه، والذي في تاريخ خليفة ص ٧٩ أنه سنة ست فلعل الحافظ اطلع على نسخة مغايرة أو أنه وهم في النقل عنه.
(٥) فتح الباري ٨/ ١٢٧، والتاريخ المذكور يحدد تاريخ مقتل كسرى على يد ابنه شيرويه (طبقات ابن سعد ١/ ٢٦٠).
(٦) فتح الباري ٨/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>