للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فوالله لكأنما كانوا ثوباً كشط عنه".

وقد عرف ابن عمر - فيما بعد - من أبيه أن الذي أجاره هو العاص بن وائل السهمي (١).

لقد كان رد فعل قريش عنيفاً أمام حادثة إسلام عمر حتى سال بهم الوادي يريدون قتله لولا إجارة العاص له (٢).

أما قصة استماعه القرآن يتلوه الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاته قرب الكعبة وعمر مستخف بأستارها (٣)، وكذلك قصته مع أخته فاطمة حين لطمها لإسلامها وضرب زوجها سعيد بن زيد، ثم اطلاعه على صحيفة فيها آيات وإسلامه (٤)، فلم يثبت شئ من هذه القصص من طريق صحيحة.


(١) سيرة ابن هشام ١/ ٢٩٨ - ٢٩٩ وسيرة ابن إسحاق ١٨٤ - ١٨٥ بإسناد حسن، وقال ابن كثير: هذا إسناد جيد قوي.
(السيرة النبوية لابن كثير ٢/ ٣٨ - ٣٩). وقد روى البخاري قصة إجارة العاص بن وائل لعمر في صحيحه (فتح الباري ٧/ ١٧٧).
(٢) صحيح البخاري (فتح الباري ٧/ ١٧٧).
(٣) مسند أحمد ١/ ١٧ - ١٨ بسند صحيح إلى شريح بن عبيد لكنه مرسل ضعيف لأن شريحاً لم يدرك عمر (مجمع الزوائد ٩/ ٦٢).
ومصنف ابن أبي شيبة ١٤/ ١٠٣ وفي إسناده عنعنة أبي الزبير وهو مدلس والسياق يختلف، ولولا ذلك لاعتضد المرسلان لاختلاف مخرجهما. وأحاديث أبي الزبير منها ما صرح فيها بالسماح فهي صحيحة، ومنها ما عنعن في سائر طرقها عنه فهذه إن كانت من رواية الليث عنه فهي صحيحة وإن كانت من رواية غير الليث فهي ضعيفة لأن أبا الزبير مدلس فيحتمل أن تكون واسطته ضعيفة.
(٤) طبقات ابن سعد ٣/ ٢٦٧ - ٢٦٩ ودلائل النبوة للبيهقي ٢/ ٢١٩ كلاهما بإسناد فيه القاسم بن عثمان البصري ضعيف ومتنه منكر جدا.
(ميزان الاعتدال ٣/ ٣٧٥) وفضائل الصحابة لأحمد ١/ ٢٨٥ - ٢٨٨ من زيادة عبد الله بإسناد فيه إسحاق بن إبراهيم الحنيني وأسامة ابن زيد بن أسلم، وكلاهما ضعيف (تقريب التهذيب ٩٨، ٩٩). ومتنهما يتعارض، ففي رواية ابن سعد قرأ في الصحيفة آيات من سورة طه، وأما رواية عبد الله بن أحمد ففيها أن الآيات من سورة الحديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>