للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشد من يوم أحد؟ فقال: "لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة (١)، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال (٢)، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا بقرن الثعالب (٣)، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليكم، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم.

قال: فناداني ملك الجبال وسلم علي، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ (٤).

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً" (٥).

وهذه الرواية تكفي لإثبات الحادث من حيث وقوع الرحلة، ورد أهل الطائف عليه بشدة وما عرض عليه من عقوبتهم، ورحمته بهم ورغبته باستبقائهم، وأخيراً ذكرى الرحلة الأليمة في نفسه رغم مرور السنوات.

وأما دعاؤه على ثقيف بقوله (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ... إلخ) ولقاؤه بعداس فلم يثبت من طريق صحيحة (٦).


(١) المقصود عقبة بالطائف وليست عقبة منى التي اجتمع بها من الأنصار (الزرقاني: شرح المواهب ١/ ٢٩٨).
(٢) من أكابر أهل الطائف من ثقيف (فتح الباري ٦/ ٣١٥).
(٣) قرن الثعالب هو قرن المنازل ميقات أهل نجد تلقاء مكة على بعد عن مكة (معجم البلدان لياقوت ٤/ ٣٣٢).
(٤) جبلان بمكة.
(٥) صحيح البخاري (فتح الباري ٦/ ٣١٢ - ٣١٣) وصحيح مسلم ٣/ ١٤٢٠ واللفظ لمسلم.
(٦) أخرجه ابن إسحاق بسند صحيح لكنه مرسل محمد بن كعب القرظي، والمرسل من أنواع الضعيف لا يحتج به إلا مع قرائن. والحديث (اللهم إليك أشكو) ساقه بدون إسناد وكذلك قصة عداس ساقها بدون إسناد. =

<<  <  ج: ص:  >  >>