للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى في مؤخر المسجد النبوي، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم به فظلل أو سقف وأطلق عليه اسم الصفة أو الظلة (١) ولم يكن لها ما يستر جوانبها (٢).

ويذكر ابن جبير في رحلته ان الصفة دار في آخر قباء يسكنها أهل الصفة، وتأول السمهودي ذلك بأن من ذكر من أهل الصفة اتخذوا تلك الدار فيما بعد فاشتهرت بذلك، أي أن المكان الذي ذكره ابن جبير نسب إلى أهل الصفة ولم ينسبوا هم إليه، لأن نسبتهم كانت إلى صفة المسجد النبوي بالمدينة.

ولا يعرف سعة الصفة، ولكن يبدوا أنها كانت تتسع لعدد كبير حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم استخدمها في وليمة حضرها ثلاثمائة شخص، وإن كان بعضهم قد جلس في حجرة من حجرات ازواج النبي صلى الله عليه وسلم الملاصقة للمسجد (٣).

سكان الصفة:

أول من نزل الصفة المهاجرون (٤)، لذلك نسبت إليهم فقيل صفة المهاجرين (٥). وكذلك كان ينزل بها الغرباء من الوفود التي كانت تقدم على النبي صلى الله عليه وسلم معلنة إسلامها وطاعتها (٦) وكان الرجل إذا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وكان له


(١) السمهودي: وفاء الوفا ١/ ٣٢١. ياقوت: معجم البلدان (ظلة) ابن منظور لسان العرب مادة (صفف). ويلاحظ أن كلمة (صفة) لم يقتصر استعمالها على صفة المسجد بل أطلقت على المكان المسقوف منذ الفترة المبكرة فهناك صفة النساء في المسجد النبوي بالمدينة (النسائي: سنن ٨/ ٧٧ أبو داود: سنن ٢/ ٤٤٨) وهناك صفة زمزم بمكة (البخاري: الصحيح: ٢/ ٤٤ النسائي: سنن: ٣/ ١٣٥) كما أطلقت الصفة على المكان المظلل في بيوت الناس أيضاً (البخاري: الصحيح ١/ ٢١٥).
(٢) ريكندورف: دائرة المعارف الإسلامية ص ١٠٥.
(٣) مسلم: الصحيح - كتاب النكاح- حديث رقم (٩٤).
(٤) السمهودي: وفاء الوفا ١/ ٣٢٣.
(٥) أبو داود: السنن كتاب الحروف ٢/ ٣٦١.
(٦) البخاري: الصحيح -كتاب الصلاة- باب نوم الرجال في المساجد.
وابن ماجة: السنن -كتاب الصيد- باب الضب.

<<  <  ج: ص:  >  >>