للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(رض) لأنه كان يعلمهم القرآن والكتابة (١)، واشتهر بعضهم بالعلم وحفظ الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل أبي هريرة (رض) الذي عرف بكثرة تحديثه، وحذيفة بن اليمان الذي اهتم بأحاديث الفتن.

لكن انقطاع أهل الصفة للعلم والعبادة لم يعزلهم عن المشاركة في أحداث المجتمع والإسهام في الجهاد، بل كان منهم الشهداء ببدر مثل صفوان بن بيضاء، وخريم بن فاتك الأسدي وخبيب بن يساف وسالم بن عمير وحارثة بن النعمان الانصاري (٢)، ومنهم من استشهد بأحد مثل حنظلة الغسيل (٣)، ومنهم من شهد الحديبية مثل جرهد بن خويلد وأبو سريحة الغفاري (٤)، ومنهم من استشهد بخيبر مثل ثقف بن عمرو (٥)، ومنهم من استشهد بتبوك مثل عبدالله ذو البجادين (٦)، ومنهم من استشهد باليمامة مثل سالم مولى أبي حذيفة وزيد بن الخطاب (٧)، نعم هكذا كانوا رهبانا في الليل فرسانا في النهار.

ملابسهم:

لم يكن لأهل الصفة من الملابس ما يقيهم من البرد أو يسترهم ستراً كاملاً، فليست عندهم أردية (٨). وما لأحد منهم ثوب تام (٩). فكانوا يربطون في أعناقهم الأكسية أو البرد (١٠)، أو يأتزرون بالأزر (١١)، أو الكساء، فمنهم من


(١) أبو داود: السنن ٢/ ٢٣٧ وابن ماجة: السنن ٢/ ٧٣٠.
(٢) انظر عنهم على التعاقب الحلية ١/ ٣٧٣، ٣٦٣، ٣٦٤، ٣٧١، ٣٥٦.
(٣) المصدر السابق ١/ ٣٧٥.
(٤) المصدر السابق ١/ ٣٥٣، ٣٥٥.
(٥) المصدر السابق ١/ ٣٥٢.
(٦) المصدر السابق ١/ ٣٦٥.
(٧) المصدر السابق ١/ ٣٦٧،٣٧٠.
(٨) ابن سعد: الطبقات الكبرى ١/ ٢٥٥، وأبو نعيم: الحلية ١/ ٣٧٧، وابن سيد الناس: عيون الأثر ٢/ ٣١٧.
(٩) الحلية ١/ ٣٤١.
(١٠) الحلية ١/ ٣٧٧.
(١١) البخاري: الصحيح ١/ ١١٤، وابن سعد: الطبقات ١/ ٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>